ضاعَت على وتَرِ الإرهابِ
تلفَّتَتْ يتغشّى وجهَها التَّعَبُ
صيْدٌ على أنّةِ المكلومِ تنتحبُ
تلفّتت، وسياطُ الجَورِ توجعها
ضربًا تجذَّرَ في سيمائهِ الغضبُ
مرابعٌ ساسها ذلا أبو جهلٍ
واستوطنت سوحَها الأوثانُ، والنُّصُبُ
وأمّةٌ كغثاء السَّيلِ مزّقها
حكمُ الدّخيلِ فلا جاهٌ، ولا نسبُ
ضاعت على وترِ الإرهابِ عزّتُها
حتى تجذّرَ في أخلاقِها الكذبُ
قيسٌ وذبيان في أسمائها اقتتلتْ
واسَّاقطت كسفًا من فعلها الشهبُ
ما للديار تناستْ حلوَ طلعتها
وقد أضاعت شموسًا فوقها العربُ
وبات يلعنُها التاريخُ في مقةٍ
وسجّلت خزيَها الأسفارُ، والكتبُ
تلفَّتتْ في ربيعِ النور شاخصةً
أبصارُها والمنايا حولها تثبُ
وأجهشت دعوةُ المظلومِ باكيةً
تشكو ونارُ سجونِ البغي تلتهبُ
هذا ربيعُ الحيارى في غلالتهِ
وافى تُمجّدُهُ أبناؤنا النُّجُبُ
وافى حياةً على شطآنِها قُرئتْ
آيُ الكتابِ وتاهت باسمها الحقبُ
يا صاحبَ الحوضِ، والمعراجِ معذرةً
إذا شكوتُ وأدمى أحرفي الغضبُ
نهبَ الضياعِ بلادٌ باتَ مسجدُها
يصولُ في ركنهِ المعطاءِ مغتصبُ
لم يشرب الذّلَّ جندٌ أنتَ سيدُهمْ
رغمَ الهوانِ ولكنْ غيرُهُم شربوا
مرابعُ العزِّ باتت في تناحُرِنا
خرائبًا يعتليها الذُّلُّ، والجربُ
أسيافُنا الغرُّ في أغمادها صدئتْ
وظلَّ يحكُمنا التهريجُ، والصَّخبُ
شراذمًا قُطِّعَتْ أوصالُنا بددًا
وقاربُ الخوفِ تحتَ الموجِ يضطربُ
مَن للديارِ إذا ما حُرمةٌ هُتِكَتْ
ومَن لأخلاقِنا إن ضُيِّعَ الأدبُ
ومَن لأحمدِنا في يومِ مولِدِهِ
وسادةُ الغربِ بالتوحيدِ قد لعبوا
إنّي لأرفعُها بيضاءَ ناصعةً
لا يكتبُ المجدَ إلا الجحفلُ اللّجبُ
إن فاخرتْ أمَّةٌ يومًا بسيِّدِها
فإنَّنا لرسولِ اللهِ نَنْتَسِبُ
يا عليةَ القومِ صونوا طُهْرَ عزَّتِكُمْ
وعلّموا النشءَ كيف المجدُ يُكتَتَبُ
لمّوا الصفوفَ ليومِ الرّوعِ والتحموا
فالنارُ من ساحةِ الأشجانِ تقتربُ
هذا أوانُ انتصارِ الحقِّ في زمنٍ
أمسى يُمَجّدُ فيهِ الزيفُ، والكذبُ
تترى نوائِبُنا والمجدُ يكتبُهُ
دمُ الشهيدِ الذي أوصالَهُ نهبوا
يا فتيةَ الحقِّ يا عنوانَ نهضّتِنا
أنتم لكلِّ جمالٍ بيننا سبَبُ
سيُكتَبُ المجدُ في آلائِكُمْ شرفًا
وينجلي الشّكُ، والأوهامُ، والرّيبُ