|
لَكَ مَا اجْتَرَمْتَ وَلِلكِرَامِ صَوَاهِلُ |
أَرْوَاحُهُنَّ مِنَ الإِبَاءِ نَوَاهِلُ |
لَكَ مِنْ حَصَادِ غَرَاسِ طَيشِكَ حَنْظَلٌ |
وَلَنَا بِمَا غَرَسَ الصُّمُودُ سَنَابِلُ |
وَلَكَ الحِرَابُ إِلَى الخَرَابِ سَوَابِقٌ |
وَلَنَا الكِتَابُ هُوَ الحِجَابُ الكَافِلُ |
وَلَكَ السَّرَابُ يُقِيمُ دَوْلَتَكَ الدُّجَى |
وَلَنَا مِنَ الحَقِّ المُبِينِ مَشَاعِلُ |
وَلَكَ الكُؤُوسُ تَعُبُّ مِنْ سَكَرَاتِهَا |
وَلَنَا الرُّؤُوسُ تَعِي الهُدَى وَتُحَاوِلُ |
قَدْ سِرْتَ يَا مَأْفُونُ دَرْبَ تَغَوُّلٍ |
مَا سَارَ فِيهِ قَطُّ قَبْلَكَ غَائِلُ |
وَسَفَهْتَ حَتَّى خُضْتَ كُلَّ خَطِيئَةٍ |
وَظَنَنْتَ فِي الحَالَينِ أَنَّكَ عَاقِلُ |
وَكَذَبْتَ حَتَّى قِيلَ إِنَّكَ كَاذِبٌ |
وَجَهلْتَ حَتَّى قِيلَ إِنَّكَ جَاهِلُ |
عَيْنَاكَ خَائِنَةٌ وَكَفُّكَ أَعْسَرٌ |
وَدِمَاكَ بَارِدَةٌ وَعَقْلُكَ ذَاهِلُ |
قَدْ غَرَّكَ الصَّلَفُ الذِي تَسْعَى بِهِ |
حَتَّى حَدَاكَ بِهِ السِّلاحُ الفَاشِلُ |
تَرْمِي بِسَوْأَتِكَ الكِرَامَ وَلِلخَنَا |
بِكَ فِيكَ عَنْكَ عَلَيكَ مِنْكَ دَلائِلُ |
المَجْدُ لا يُبْنَى بِطَيشِ تَكَبُّرٍ |
وَالفَخْرُ لا يُجْنَى وَأَنْتَ تُبَاهِلُ |
وَلَقَدْ يَزِلُّ الغِرِّ وَهْوُ مُفَاخِرٌ |
وَيَظُنُّهُ المَعْذُولَ وَهْوَ العَاذِلُ |
وَأَشَدُّ بَلْوَى الخَائِضِينَ مَضَاضَةً |
إِنْ كَانَ أَفْخَرَ مَا يُرَامُ رَذَائِلُ |
أَبِزَعْمِ إِرْهَابٍ تُدَمِّرُ أُمَّةً |
وَتَجُوسُ بِالإِرْهَابِ مِنْكَ جَحَافِلُ |
تَمْشِي عَلَى سُبُلِ الفَسَادِ مُكَابِرًا |
وَعَنِ الضَّلالَةِ وَالفُجُورِ تُجَادِلُ |
فَصَدَفْتَ لا رَأْيٌ يَرُدُّكَ عَنْ هَوَى |
كَلا وَلا خُلُقٌ وَحُكْمٌ عَادِلُ |
أَوْغَرْتَ صَدْرَ العَالَمِينَ تَجَبُّرًا |
حَتَّى جَفَاكَ لِذَاكَ حَتَّى الخَاتِلُ |
وَأَصَبْتَ أَمْرِيكَا بِكُلِّ جَرِيرَةٍ |
فَالجَوْرُ أَغْلالٌ لَهَا وَغَلائِلُ |
وَإِذَا اقْتِصَادُكَ مِنْ خَبَالِكَ كَالمُدَى |
تَفْرِيكَ مِنْ عَجْزٍ وَمَوتُكَ مَاثِلُ |
وَبَلابِلَ العَرَبِ اسْتَطَبْتَ كَأَنَّمَا |
صَدَحَتْ عَلَى غُصَصِ الغُصُونِ بَلابِلُ |
إِذْ قُمْتَ تُفْتِي بِالخَبَالِ أُولِي الحِجَا |
أَنَّ السِّلاحَ لَهُ الجَوَابُ الفَاصِلُ |
مَا هَذِهِ الفَتْوَى تُحِلُّ مُحَرَّمًا |
وَيُجَرِّمُ المَقْتُولَ فِيهَا القَاتِلُ |
حَتَّى اشْتَكَتْكَ وَقَدْ تَأَبَّطَكَ الرَّدَى |
كَابُولُ فِي أَقْصَى البِلادِ وَبَابِلُ |
وَسَفَحْتَ لِلقُدْسِ الأَسِيرَةِ دَمْعَةً |
وَحِصَارُ غَزَّةَ مِنْ شُرُورِكَ بَازِلُ |
أَوْرَدْتَ قَومَكَ يَا سَفِيهُ فَمَ الرَّدَى |
فَصُقُورُنَا الأَشْلاءَ مِنْكَ أَوَاكِلُ |
أَسْكَنْتَ بَيتَكَ عَنْكَبُوتَ تَخَرُّصٍ |
فُخُيُوطُهَا وَهْمٌ وَحِقْدُكَ غَازِلُ |
وَلَكَمْ وَهمْتَ بِأَنَّ عَرْشَكَ دَائِمٌ |
لَكِنَّ عَرْشَكَ يَا بْنَ جَهْلِكَ زَائِلُ |
وَأَتَيتَ بَغْدَادَ الرَّسُولَ مُوَدِّعًا |
فَأَتَاكَ مِنْ رَجْمِ النِّعَالِ رَسَائِلُ |
وَإِذِ ابْتَسَمْتَ إِذِ انْحَنَيتَ فَأَخْطَأَتْ |
قَدْ تُخْطِئُ الرَّمْيَاتُ وَهْيَ قَوَاتِلُ |
فَاقَبَلْ وَدَاعَ النَّعْلِ وَامْضِ مُذَمَّمًا |
قَدْ بَشَّتِ الدُّنْيَا بِأَنَّكَ رَاحِلُ |
إِرْحَلْ عَنِ الأَنْفَاسِ يَا بْنَ خَبِيثَةٍ |
مِنْ سَافِلٍ حَاضَتْ فَأُنْجِبَ سَافِلُ |
إِرْحَلْ بِلا جَيشٍ فَتَنْتَ جُنُودَهُ |
وَاتْبَعْ خُطَى جَحْشٍ جَفَتْهُ مَنَازِلُ |
إِرْحَلْ عَنِ التَّارِيخِ إِنَّ طُرُوسَهُ |
سَتَضِجُّ مِنْكَ وَلَنْ تُطِيقَ مَزَابِلُ |
هُوَ دَيْدَنُ الأَيَّامِ مَهْمَا أَخْلَفَتْ |
لِلحَقِّ عَهْدًا لا يَدُومُ البَاطِلُ |
يَا أُمَّةٌ دَهَتِ الخُطُوبُ دِيَارَهَا |
فَاسْتَسْلَمَتْ وَهْيَ الهِزَبْرُ البَاسِلُ |
أَثَقَافَةُ النَّعْلِ التِي احْتَفَلَتْ بِكُمْ |
فَلِمَ التَّخَاذُلُ وَالنِّعَالُ وَسَائِلُ |
قَدْ عِيلَ صَبْرِي فِي الدُّهُورِ وَلَمْ أَجِدْ |
أَحَدًا إِلَى جَمْعِ القُلُوبِ يُنَاضِلُ |
فَتَفَرَّقَتْ فِينَا البِلادُ وَزُيِّنَتْ |
فِينَا الجِيَادُ وَقَلَّ فِينَا العَامِلُ |
نَمْضِي عَلَى دَعَةٍ وَقَدْ عَصَفَتْ بِنَا |
مِنْ كُلِّ مَا خَلَعَ القُلُوبَ غَوَائِلُ |
وَتَظَلُّ تَذْرُو لا يُحَرِّكُ أَمْرَنَا |
مِنْ عَصْفِهَا إِلا البَيَانُ العَاجِلُ |
فَنَمُنُّ بِالبَذْلِ اليَسِيرِ كَأَنَّمَا |
تُغْنِي العِبَادَ عَنِ الفُرُوضِ نَوَافِلُ |
يَا قَومِ مَا بِالعُذْرِ يَصْلُحُ أَمْرُنَا |
إِنْ لَمْ يَدُرْ فِي الأَمْرِ فِكْرٌ جَائِلُ |
يَا قَومِ إِنْ نَرْكَنْ لِعَيشِ مُؤَمِّلٍ |
مِنْ غَيرِ جُهْدٍ خَابَ فِينَا الآمِلُ |
أَوَكُلَّمَا نَعَتِ النُّعُوشَ حَرَائِرٌ |
فَرَشَ الحَرِيرَ عَلَى العُرُوشِ عَوَاهِلُ |
وَإِذَا الكُمَاةُ تَقَاعَسَتْ عَنْ هِمَّةٍ |
سَاقَ الكِرَامَ إِلَى الحِمَامِ أَرَاذِلُ |
لا أَدَّعِي الإِدْرَاكَ لَكِنْ ما لَنَا |
لِلنَّصْرِ إِلا قَانِتٌ وَمُقَاتِلُ |
وَفُيُوضِ عِلْمٍ وَانْتِبَاهَةُ خَاطِرٍ |
وَنَزَاهَةٌ وَكَرَامَةٌ وَفَضَائِلُ |
يَا مَنْ يَهِمُّ إِلى العُلا مُتَثَاقِلا |
لا يُدْرِكَنَّ الوَاجِفُ المُتَثَاقِلُ |
لَوْ خُضْتَ فِي لُجَجِ الخُطُوبِ بِقَارِبٍ |
مُتَوَكِّلا لأَتَاكَ يَسْعَى السَّاحِلُ |
وَلَئِنْ تَصَرَّمَتِ الحِبَالُ مَعِ الوَرَى |
فَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَبْلَكَ وَاصِلُ |
أَحْرَى بِمَنْ خَلَفَ الرِّجَالَ مَفَاخِرًا |
أَنْ لا يُخَالِفَ بِالذِي هُوَ فَاعِلُ |
إِنْ وَافَقَ العَزَمَاتِ فَهْوَ عَلَى هُدَى |
وَإِنِ ارْتَقَى فَهْوَ الخَلاقُ الكَامِلُ |
لا يَسْتَوِي فِي الرَّأْيِ عِنْدَ أُولِي النُّهَى |
فَطِنٌ لِمَا بَينَ السُّطُورِ وَغَافِلُ |
وَالمَرْءُ إِنْ لَمْ يَبْنِ مَعْقلَ نَفْسِهِ |
فَقَدَ الأَمَانَ وَإِنْ حَوَتْهُ مَعَاقِلُ |