في يوم الأم ... أحن إلى أبي . .
*****
لا بأس بالموت إذا حان الأجل
ولكنه مر الفراق وألم التذكار
يؤرقان القلب الشفوق
وقد تصطرع الأمواج من حولنا
فنفيء فيئة إلى من كان لنا فيها طوق نجاة
أحن إليه اليوم كما يحن الناس إليها في يومها
مرغما ... غُيّبت عنه سنين عددا
وكان يرسل له من قسمات وجهه ما يعينني على طريقي
ويثبتني في ظلمات أحاطت بي و أطبقت على صدري
على غير اختيار .. حُمّل معي أحمالا تنوء بها العصبة أولو القوة
لم يشتك يوما بما جناه عليه اختياري
كان يخرج الأنات ابتسامة
والزفرات نظرة شوق وترقب
انجلى ليلي الطويل عن صبح مشرق
هرولت إليه هرولة الأم الرؤوم إلى وليدها وقد صدع البكاء كبده
غير أني ألفيته هناك ثاويا
لا يرد جوابا لمن يكلمه
وقفت على قبره صامتا أتداعى
تلعثمت جراحي لما خذلني لساني
فسكن حرفي ونضب شعري
والشعر لا يُسمع الصمَّ الدعاءَ ولا .:. يسترجع الروح في أجساد أموات
سفحت دموعا لا تبلغ - مهما بلغت - معشار قدرٍ من قدره
كأن لم يمت حي سـواه ولم تفض .:. على أحد إلا عليه المدامـع
ذهب صامتا
مَحْني الظهر بأثقالي وآلامي
ولكن رأسه لم تنحن إلا لخالقها
وعاش ما عاش من ضيق ومن قتر في كنف عزة نفسه ومِنعتها
يمد كفاً إلى العلياء ما طرقت .: في سعيها غير أبواب السماوات
ودعه إخوتي قبل بضع سنين
وودعته أنا قبل ثمانية عشر عاما
مهيض الجناح ، كسير مابين الجوانح
لم يبقَ من مهجتي مما أعود به .:. على نوازع أشجانٍ مقيمات
سوى جذاذاتِ أوراقٍ يغصُّ بها .:. جَيْبي وترقد حيناً في وساداتي
ليتني أدركته فأقَبّل قدميه
كما قبّلها أخي وهو يودعه الثرى
أبي
أحن إليك الآن أكثر من أي وقت مضى
" أحس طيفك مبحرا بحشاشتي ..."
" أنت المجيء يروح بي "..
اليوم ألقاك أشواقاً أغالبها .:. بعبرة من مآق مستهلات
ما أروع الدمع في أجفان مغتبط .:. أدمَى محاجرها دمع المقاساة
نم قرير العين
موعدنا الحوض والشفيع أحمد ..
أستودع الله نوراً ضمّه كفنٌ ... كما توارِي بدورَ التمّ هالات