|
يا كَثِيرَ الخُصُومِ ؛ مَهلَكَ . وَ اعلَمْ |
لا يُرِيدُ القَصِيدُ بَعدَكَ مَعلَمْ |
أَنا ما جِئتُ كَي أُدافِعَ عَمَّنْ |
يَشهَدُ الشِّعرُ أَنَّهُ فِيهِ مُغرَمْ |
إِنَّما جِئتُ كَي أُجَدِّدَ عَهدًا |
لِصَدِيقٍ يَخُونُهُ أَهلُ مُحرَمْ |
عاشَ يَحمِي شَتاتَهُمْ فَتَنادَوا |
لِيَكِيدُوهُ حَيثُ آوَى وَ أَطعَمْ |
أَيَّ عَصرٍ نَعِيشُهُ ؟ وَ النَّدامَى |
كُلُّ خِلٍّ بِعُدوَةِ الحِقدِ حَمحَمْ ! |
ما بِنا اليَومَ مِنْ أَذَىً غَيرُ عَهدٍ |
قَدْ قَطَعناهُ خانَهُ مَنْ تَوَهَّمْ |
أَنَّنا لا نَبِيعُ إِرثَ أَبِينا |
وَ نُباهِي بِطُولِنا مَنْ تَقَزَّمْ |
إِنَّهُ الحِقدُ - يا سَمِيرُ - فَأَعرِضْ |
ما لَكَ اليَومَ بِالذِي خانَ تَهتَمْ ؟ |
لَيسَ عَيبًا إِذا اتُّخِذتَ عَدُوًّا |
مِنْ كَثِيرِينَ قَدْ رَأَوا فِيكَ مَغنَمْ |
لا يَضُرُّ النَّخِيلَ نابِشُ تُربٍ |
أَو يَطُولُ الجِبالَ صاعِدُ سُلَّمْ |
قَدَرُ النُّبلِ أَنْ يَعِيشَ جَرِيحًا |
كُلَّما ارتاحَ مِنْ دَمٍ غاصَ فِي دَمْ |
هَكَذا طَبعُ الأَدعِياءِ فَدَعهُمْ |
لِيَمُوتُوا بِغَيظِهِمْ . وَ ابقَ وَ اسلَمْ |
أَوَلَمْ تَعتَدِ الخِيانَةَ مِمَّنْ |
كُلَّما اختَرتَ لِلمَواثِقِ أَقسَمْ ؟ |
هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ نَكُونَ ظِلالًا |
لِيَقُولُوا : ( مُجَدِّدُ الشِّعرِ أَجرَمْ ) |
بَينَما نَحنُ أَدمُعٌ فِي عُيُونٍ |
فِي سَبِيلِ ابتِسامِهِمْ تَتَأَلَّمْ |
هَذِهِ الحالُ حالُنا مُنذُ دَهرٍ |
كُلَّما لاحَ ساعِدٌ لِيمَ مِعصَمْ |
كُلَّما ناحَ شاعِرٌ بِهُمُومٍ |
لَكَمَ الحاقِدُونَ مِنْ وَجهِهِ الفَمْ |
كُلَّما طارَ طائِرٌ بِجَناحٍ |
كَسَرُوهُ بِغَدرِهِمْ فَتَحَطَّمْ |
أَيمُنُ اللَّهِ ؛ مَنْ يَرَ الأَمرَ يَفهَمْ |
فانتَبِذهُمْ , وَ لا تَعُدْ - وَيكَ - تَندَمْ |
عِشْ عَزِيزًا بِحُبِّنا وَ امضِ و اعلَمْ |
هُمْ عَلَى القاعِ بَينَما أَنتَ قُلزَمْ |