|
علام الشر في غيٍّ تداعى |
وأورى سهمه واشتد باعا |
لِمَنْ تُرْمَى الصواعق والرعود |
وفيم فديتكم تهمي تِبَاعا |
تُجافي الحق تأباه انتهاجا |
وتُذْعِنُ للهوى تَهْوَى اتِّبَاعا |
تروم الواحة الخضراء شَرَّا |
وتلقي الشوك لا تَأْبَى انْتِزَاعا |
تخالُ لها لقد عَنَتِ الْقوافي |
ودان الشعر ألْقَتْه انْطِبَاعا |
فراشتْ سهمها حسداً وكيدا |
تعاورها العمى رشقت قلاعا |
وأعجبُ أمرها غَرُبَتْ رُؤَاها |
جُحُودٌ لَفَّها .. لبست قناعا |
فمن عيٍّ وفي غيٍّ تَمَطَّتْ |
كبيرٌ هَمَّهَا فبدا فُقَاعَا |
أتبكي لِ ( التَّنَاص ) تموت غَمَّا ..؟! |
تشدُّ له أسِنَّتِها الْتِمَاعا |
وما جُرْم سوى حقد سَبَاها |
فأعْمى قلبها نفرت سِبَاعا |
تعيبُ من الأنام لسان صدقٍ |
بديعٌ حَرْفُهُ وَاتَى انْصِيَاعا |
صدوق الود ذو صدر رحيب |
أبيٌ شامخٌ يأبى ارْتِيَاعا |
تسامى شعره وسمى بيانا |
ينادي أمة مجداً مُضَاعا |
تهامى كالزهور فَشَبَّ غَضَّا |
وقد عَبَّ القريض ربى رِضَاعا |
فأرسى للفصاحة صرح عِـز |
نداه بواحة أذْكَتْ يراعا |
تهيم بها وتختال القوافي |
على الشطين ترقبها انْدِلاعا |
فدى للحق منهجها سَوِيٌ |
ولكن الحقود أبى اسْتماعا |
سعى كيداً ورام لها شرورا |
ودَسَّ السُّمَّ أزْعجه اجْتِمَاعا |
ولو رام الحقيقة جاء نُصْحَا |
ومَدَّ وداده بيضاً شِرَاعا |
وعاتب بالمودة أهل فضلٍ |
يُصَاحِبُه الدليل أتى سِرَاعا |
سألتُ الله أن يهدي قلوبا |
ويجمع أمة دَأَبَتْ صراعا |
وأن يُعْلي سنا ( الخضراء ) عِزَّا |
لتبقى رايةً ترقى شُعاعا |