|
هل يمنحُ الحبَّ في أعطافنا سببُ |
أو يمنعُ الحقد عن إيذاءنا حجُبُ |
من يعصف الرشح إن فاض الإناء ندى |
أو يوقف النتح إن مس الحسا عطبُ |
واللهِ مالك غيرُُ اللهِ من أحدٍ |
لولا التَّمَسُّكُ كادَ الكلُّ يحتربُ |
دع عنك يا ملهمَ الشعْراءِ سيفَ ردى |
واستل سيفًا سقاه الحبُّ والآدبُ |
ليس الشديد بِمَنْ يُهوَى الرِّجالُ بِهِ |
إن الشديد لمَنْ للحقِّ ينقلبُ |
فاذكر رسولًا إذا رَجَّت فيالقُه |
خيرَ البلاد و نورُ الحقِّ ينتصب |
والناسُ ولهى بخوف لا يطبِّبُهُ |
غيرُ الحبيبِ إذا ما اشْتَدتِ الرِّيبُ |
حربًا ضروسًا أقاموها بلا هوَدٍ |
على النبي و صحبٍ، مادتِ الكُرَبُ |
طَلَّ الرحيمُ بقولٍ غيرِ ذي عوجٍ |
كالبدرِ ليلًا لضوءِ الشَّمسِ ينتسبُ |
ما ظنُّكم يا بلائي يومَ مقدرتي |
عفوا حبوتُ - فنارُ الحقدِ تنسحبُ |
فآمن الخلق بعد التِّيه قاطبة |
وأدبر الحقدُ خوفَ الحبِّ ينتحبُ |
إسلامنا دين حب كم يكلله |
تاج من العفو لا شعرٌ ولا خطبُ |
هو السماحةُ و الإغضاءُ مرحمةً |
لنشر حق وجمع الصف نحتسبُ |
والغل ما بيننا داءٌ يمزقنا |
والصفحُ ما بيننا طبعٌ ومجتلبُ |
أخي الخلوق عزوف الذكر تمنحنا |
صدرا عَفُوًّا كأنْ جادتْ بهِ السُّحُبُ |
لعفوك الطعنةُ النجلاءُ تُنجدِنا |
يومَ الكريهةِ في سمتٍ له العَجَبُ |
والباقياتُ ثوابٌ دائمٌ أبدًا |
تختار حورًا ويدنيكَ الذي يَهَبُ |