|
سَفِّهِي لَهْفَتِي وَشُدِّي وَثَاقِي |
وَاسْخَرِي مِنْ تَعَلُّقِي وَاحْتِرَاقِي |
وَاشْحَذِي حَدَّ ظَنِّكِ المُرِّ سَيفًا |
وَاطْعَنِي القَلْبَ عدْوَةً بِالفَوَاقِ |
وَاقْطِفِي الوَرْدَ مِنْ بَسَاتِينِ رُوحِي |
وَاقْذِفِي بِالأَشْوَاكِ فِي الأَحْدَاقِ |
واسْفَعِي الحَرْفَ مِنْ مَخَايِلِ جَوْرٍ |
وَاسَفَحِي النَّزْفَ مِنْ دَمِي المِهْرَاقِ |
وَخُذِي العَفْوَ مِنْ رَقَائِقِ فَضْلِي |
وَاشْتَكِي مِنْ تَرَقْرُقِ الإِطْرَاقِ |
قَدَرِي أَنْتِ لَسْتُ أَهْرُبُ مِنْهُ |
فَدَعِي شُقْوَتِي وَدُعِّي اشْتِيَاقِي |
أَنْتِ فَوْقَ الأَنَامِ فَوقَ مَلامٍ |
فَاطْمَئِنِّي وَحَطِّمِي أَعْمَاقِي |
وَاسْتَبِيحِي فَلَيسَ عِنْدِي رَسُولٌ |
فِي خِصَامٍ سِوَى رَسُولِ الوِفَاقِ |
لا تُرَاعِي فَإِنَّ قَلْبِي المُعَنَّى |
بَاتَ رَهْنَ المَدَارِ خَلْفَ السَّوَاقِي |
جَرَّبَتْهُ السُّنُونَ فَاعْتَادَ فِيهَا |
بِالرِّضَا مِنْ مُقَسِّمِ الأَرْزَاقِ |
لَنْ تَرَيْ - مَا أَتَيْتِ - غَيرَ احْتِوَاءٍ |
وَوَفَاءٍ بِالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ |
إِنَّ قَلْبَ الْـمُحِبِّ لا يَعْرِفُ الكِبْرَ |
وَلا المَكْرَ بِالمَعَانِي الرِّقَاقِ |
إِنَّمَا الحُبُّ دَفْقَةُ الرِّفْقِ تَهْمِي |
بِالنَّدَى مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ |
هُوَ أَرْضٌ لِكُلِّ غَارِسِ بِرٍّ |
وَسَمَاءٌ يَنَالُهَا كُلُّ رَاقِ |
هُوَ فِينَا بِلَّوْرَةٌ مِنْ نَقَاءٍ |
أَيُّ خَدْشٍ يَحُضُّهَا لِلمَحَاقِ |
لَيسَ يَنْمُو الوِدَادُ فِي ظِلِّ رَوْعٍ |
وَارْتِيَابٍ وَغَيرَةٍ وَنِزَاقِ |
أَيُّ حُبٍّ هَذَا الذِي يَبْتَلِينَا |
فِي حَمِيمِ السِيَاقِ بِالغَسَّاقِ |
أَيُّ مَعْنَى لِأَنْفُسٍ مُتْرَعَاتٍ |
بِالأَسَى وَالوَجْدِ الذِي فِي التَّسَاقِي |
كَيفَ يَغْدُو الغَرَامُ مِحْنَةَ غُرْمٍ |
وَيَصِيرُ الزُّعَاقُ مِنحَةَ سَاقِ |
كَيفَ عِنْدَ النَّوَى نَذُوبُ حَنِينًا |
وَنَصُبَّ الأَنِينَ عِنْدَ التَّلاقِي |
دِيَمُ العِشْقِ بَعْدَمَا أَمْطَرَتْنَا |
سَوفَ تَجْرِي سُيُولُهَا فِي المَآقِي |
كُلَّمَا أَوْدَعَ المُنَى عَفْوَ قَلْبٍ |
وَدَّعَ الصَّفْوَ فِي الفُؤَادِ المُرَاقِ |
مُوْغِلاتٌ مَرَافِئِي وَبِحَارِي |
مُوْحِشَاتُ حَدَائِقِي وَحِدَاقِي |
لَمْ يَعُدْ لِلهَوَى المُعَذَّبِ فِيهَا |
غَيرُ كَأْسِ الشِّقَاقِ مُرِّ المَذَاقِ |
لَمْ يَعُدْ غَيرُ أُمْنِيَاتٍ حَيَارَى |
وَشَظَايَا المِدَادِ فِي الأَوْرَاقِ |
لَمْ يَعُدْ غَيرُ الدَّمْعِ فِي بَرْقَ حُزْنٍ |
وَالجَوَى فِي مَوَاسِمِ العُشَّاقِ |
نَخْنُقُ العَبْرَةَ ابْتِسَامَةَ عُذْرٍ |
وَنَشُقُّ الصُّدُورَ مِمَّا نُلاقِي |
وَنَؤُمُّ العَتَابَ فِي كُلِّ نَفْلٍ |
فَكَأَنَّ الشُّجُونَ فَرْضُ اعْتِناقِ |
أَنْتِ فِي خَاطِرِي أَجَلُّ وَأَغْلَى |
مِنْ صِفَاقِ الخَلاقِ عِنْدَ البَوَاقِي |
وَرِضَاكِ الأَثِيرُ أَطْيَبُ عِنْدِي |
مِنْ لَذِيذِ الرُّمَّانِ وَالدُّرَّاقِ |
أَنْتِ ذَاتِي وَمُهْجَتِي وَنِدَائِي |
وَحَنِينِي وَبَهْجَتِي وَائْتِلاقِي |
أَنْتِ كُلُّ النِّسَاءِ شَكْلا وَعَقْلا |
وَأَنَا كُلُّ وَامِقٍ كُلُّ وَاقِ |
أَنْتِ أَتْقَى القُلُوبِ مِسْكًا وَنُسْكًا |
وَأَنَا المَنْسَكُ الذِي هُوَ بَاقِ |
فَاسْتَرِيحِي عَلَى أَرَائِكِ صَفْحِي |
وَامْنَحِي بِالعِنَاقِ أَوْ بِالفِرَاقِ |