|
أخالفُ أفكارًا تَرَى لا التآخيَا |
ولستُ مُعادٍ مَنْ يَرُدُّ كَلاميَا |
وإنْ كنتُ في حَسْبِي المُحِقَّ فَعَلَّنِي |
زَلَلْتُ اجْتهادي إذْ ظَنَنْتُ صَوابِيا |
وَعَلَّ صوابًا قدْ ألِفْتُ بِصُحْبتي |
يزورُ غداً غيْري ويهجرُ داريَا |
فما المرءُ معصومًا وإنْ كانَ عالِمًا |
وليسَ جَهولاً منْ يَظُنُّ خِلافيَا |
سأترُكُ أفكاري لِتَطْرَحَ زَيْفَهُ |
وأُبْقي فؤادي بالمحبَّةِ صافيَا |
ففيها اجْتهادي والجدالُ لأجلها |
فكيف أديلُ اليومَ جُهدي تَعادِيا |
وإنْ كانَ فظًّا مَنْ يُخالِفُ فِكْرَتِي |
دَفَعْتُ بِحُسْنى كيْ أرَى الفظَّ حافِيَا |
فذا الحقُّ باللِّينِ الجَميلِ لَمُدْرَكٌ |
ولا يُدْرِكِ الأفْظَاظُ إلاَّ السَّوافِيا |
وإنْ هُنْتَ يا قلبي وأنتَ على الهُدى |
فصابرْ ترى التَّمكينَ بالحِلْمِ آتيا |
وكُنْ مُنْصِتًا عِنْدَ الحِوارِ تأدُّبًا |
وقَدِّرْ ولا تَقْطَعْ حديثاً تَباهيا |
وجادلْ بِعِلْمٍ أوْ لِتَسْكُتْ بحِكمةٍ |
فَمَنْ يدَّعِي الأفكارَ يَجْني التَّداعِيَا |
وحاوِرْ بِقَلْبٍ ليسَ فيهِ تَعَصُّبٌ |
فهذا لَعَمْري الكِبْرُ فاذْمُمْهُ هاجِيَا |
ومَنْ فيهِ فاهْجُرْ يَا أُخَيَّ جِدالَهُ |
فلستَ بِجانٍ إنْ زَرعتَ البَواريَا |
وهلْ جادلا الجمعانِ إلا لِغَايةٍ |
فإنْ لَمْ تَكُنْ في الحقِّ كانتْ ترائِيَا |
وحاجِجْ بِغضِّ الصَّوْتِ وابْسَمْ بشاشةً |
ولا تَجْعَلَنَّ الغيظَ للخَصْمِ بادِيَا |
وحاوِرْ بِقَوْلٍ لا بأَيْدٍ حَماسَةً |
فبعضُ حَماسِ المرْءِ يُبْدِي المَسَاوِيَا |
وزِنْ مَنْ تُبَاري ثُمَّ خَاطِبْ بِعَقْلِهِ |
ولا تَبْدإِ الكُفَّارَ بالحَجِّ داعيَا |
ولا تنْسَ حمدًا والصَّلاةَ بَداءةً |
فإن غابَ ذِكْرُ اللهِ خابَ رَجائِيا |
وهذي صلاتي في الختامِ لِخيرنا |
تُزَيِّنُ كالدُّرِّ الجَميلِ مَقالِيَا |