|
حَيِّ الشـهيدَ وأضـرِمْ ثـورةَ الأدبِ |
وَارْوِ الملاحِـمَ في الميـدانِ لا الكُتُـبِ |
واغفِرْ قصوري فلا التعبيرُ يُسْـعِفُني |
ولا القوافـي.. أناديهـا فتهـزأُ بـي |
وليتَ في الشعرِ ما يُروى بِنَزْفِ دَمي |
والدمـعِ في قلـمٍ بالحـقّ مُؤْتَبِـبِ |
وما المـدادُ وإنْ جـادتْ قَرائِحُـنـا |
كَمَـن يَجـودُ بمسفوحٍ ومُنْـثَـعِـبِ |
ولا تُشـيدُ صروحَ المجـدٍ قافـيـةٌ |
ولَـوْ وَشـاها ملوكُ الشـعرِ بالذهَـبِ |
فكـم تَداعَـتْ إلى الأقصى منابرُنـا |
حتى أَلِفْنـا دروبَ النصـرِ في الخُطَـبِ |
وكـم عَزفْنـا على لَحنٍ يُخَـدّرُنـا |
في سَـكرةِ الحزنِ أو في نَشـوةِ الطربِ |
ثمّ اتّخذْنـا ذُرى العليـاءِ مُنْتَزَهــاً |
ناسـينَ وَهْدَتَـنـا في مَرْتَـعٍ تَـغـِبِ |
غُثاءُ سَـيْلٍ فلا يَخشـاهُ مُجْتَـرِئٌ |
مُلْـكٌ مُشـاعٌ ينـادي كُـلَّ مُنْـتَـهِبِ |
نَشْـكو .. وما تصنعُ الشكوى بأفئدةٍ |
صَـمّـاءَ بَكْمـاءِ لمْ تَـأبَـهْ بِمُنْتَحِبِ |
تَحكي صَـلابَةَ صَـخرٍ في تَبَـلُّدِهـا |
وفـي مَآسٍ تُذيـبُ الصَّخْـرَ لَمْ تَـذُبِ |
مُسْـتكبِرونَ عُتـاةٌ أوعـبيـدُ هَوىً |
مُنافِـقـونَ مِـنَ الأتْـبـاعِ كالخُشُـبِ |
ولن تُقَـوِّضَ طـاغوتـاً بِتَذْكِـرَةٍ |
ولـن تُعيـدَ لـهُ الوجـدانَ بالعَـتَـبِ |
ولـن تُحـرِّرَ أوطـانـاً بِمَوعظـةٍ |
لكـنْ بِجيشٍ مِـنَ الأحْـرارِ ذي لَجَـبِ |
وصَـحوةْ الجيلِ بالإسْـلامِ ذاويِـةٌ |
ما لَمْ تُحَطّمْ قيـودَ الوَهْـن والرَّهَـبِ |
فلا تكـنْ بِجهـادِ الفِـكْـرِ مُنْتَشِيـاً |
والفكْرُ لَمْ يُغْنِ عن دِرعٍ وعن يَلَـبِ |
ورُبَّ داعِـيـةٍ باسـمِ التحـرّرِ لا |
يَـخْـفـى تَعَبُّـدُهُ للجـاهِ والنشَـبِ |
أو فاسـقٍ أنْكَـرَ الأديـانَ مُدّعِيــاً |
فـي الفِكْـرِ مَنْزِلَـةً والفِكْـرُ في عَجَبِ |
ومُنْتِـهى العِـزِّ في عينيْـهِ جائِـزَةٌ |
فَاخْتـالَ منْ سَـقَمٍ في النفسِ أو عَطَبِ |
ورُبَّ ذي قَـلَـمٍ مـا صـانَ عِفّتـَهُ |
عن قَدْحِ ذي شَمَمٍ أو مَدْحِ ذي ثَلَـبِ |
وعاشَ مُرْتزقـاً عنـدَ الطغـاةِ فَلا |
تَـراهُ إلاّ علـى الأعْتـابِ كالحَـدِبِ |
يَهْوى التذَلُّـلَ حتّـى صـارَ عادتَـه |
إن رامَ منـفـعـةً أو دونَمـا سَـبَـبِ |
وما البلاغَـةُ إنْ زاغَـتْ مقاصِـدُها |
وكلُّ فَـنٍّ مِـنَ الأخـلاقِ فـي نَـكَـبِ |
إلا مَتاهـاتِ شـيطانٍ يَهـيـمُ بِهـا |
عبْـدُ المطامِـعِ والأهْـواءِ والرَّغَـبِ |
وكمْ رأيـتُ حكيمـاً عنْـدَ مُنْزَلَـقٍ |
أرداهُ في مَرْتَـعِ الجُهّـالِ فَاجْـتَـنِـبِ |
وكـمْ رأيـتُ دعـاةً لا يُضارِعُهُـمْ |
فـي القـولِ ذو قَـدَمٍ فـي أي مُنْتَـدَبِ |
إذا دَعَـتْـهـم إلى الميـدانِ نائِبَـةٌ |
خـارتْ عَزائمُهُـمْ مـن وَطـأةِ النّـوَبِ |
فاكسِرْ يَـراعِيَ إن صارَتْ مَواجِعُـهُ |
عُذْرَ القعودِ عَـنِ الإعْـدادِ والأُهَـبِ |
وإن كتـبْـتَ فَبِالأسْـيافِ قاطِعَـةً |
مَـعَ اليَـراعِ.. وغَيْـرَ اللهِ لا تَـهَـبِ |