لقد تنامت دعوات لا بارك ربي فيها من هنا وهناك ومن هنالك تنادي بالتنكر والإنسلاخ من تاريخنا وقلب ظهر المجن لماضينا
إن أمة بلا تاريخ لشجرة مجتثة ما لها من قرار وأضرب مثالا لتعي عني ما أقول، فأقول: هل تعرف مرض فقدان الذاكرة، حيث ينسى المرء ويفقد ماضيه ونسبه ومن هو وإلى من ينتمي حينها يصير بلا قرار ولا مصير فكل من مد له يدا أخذها ظانا بصاحبها خيرا لقد فقد معرفة أعدائه وضاع منه ميزان الأشياء فظن الكل أصدقاء وأحباء أخلاء، نسي لما رباه له أبواه نسي ما عليه من حمل ثقيل وما له من فضل عظيم إن قام به وإكرام.
إننا أمة ولادة للأمجاد، وإن نساء الإسلام - وأقولها وكلي فخر- حين تجود أرحامهن لا تجدن بأطفال ورضع كباقي النساء بل يلدن الجبال والراسيات
إنا أمة تخصصت نساءها في صناعة الرجال وقادة العالم
ويشهد تاريخنا وقصص واقع أسلافنا وحياتهم على علو همة، وسمو سلوك، ونبل مبادئ، وقوة قلب، ورباطة جأش، وسماحة مع عزة ما بعدها سماحة.
إني أريد بافتتاح هذه الصفحة أن نلامس حقيقتهم من اطلاعنا على بعض جوانب من حياتهم ومعاشهم
أريد أن أعيد لقلوبنا الفخر والعزة بأسلافنا
أريد أن نأخذ قبسا نضيء به حالك هذه السنين وظلمة هذه الأعوام
أريد أن نعيد تلك المشاهد من حياتهم وتلك الوقفات
أن ننفخ الروح في تلك السطور والأحرف والكلمات
لتحيى بيننا واقعا مشاهدا وحقيقة ملموسة وكائنا حيا يمشي على أرض حاضرنا
لنعود بأرواحنا إلى الصفاء من كدر هذه المادية التي غلبت على السمع والبصر والفؤاد
وقد أجعل للقصة الواحدة أكثر من عنوان وسأبدل جهدي أن يكون العنوان مأخوذا من سياقها ما استطعت، ولكم كامل الحق في طرح ما ترونه من مواقف كل حسب ما تأثر به
إني تذكرت والذكرى مؤرقة *** مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مقصوصا جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها *** وبات يحكمنا شعب ملكناه
كنا أسودا، ملوك الأرض ترهبنا *** والآن أصبح فأر الدار نخشاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته *** والزيت ادم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بأسه وملوك الروم تخشاه
استرشد الغرب في الماضي فأرشده *** ونحن كان لنا ماض نسيناه
الله يشهد ما قلبت سيرتهم يوما *** وأخطأ دمع العين مجراه