|
إنِّي مَلَلْتُ ومَا مِنْ هَمِّيَ المَلَلُ |
لكنْ سَئمتُ حياةً ما بِها خَلَلُ |
مسرورُ دَوْمًا أنا لا الشَّكْوُ يَعْرِفُنِي |
ولا قوافلُ سَعْدِي مِنْ هُنا رَحَلُوا |
وكيفَ أشْكُو وما في الأرضِ مِنْ نَكَدٍ |
وكلُّ شَيْءٍ يَسيرٌ طَيِّبٌ عَسِلُ |
أحلامُنا لَمْ تَعُدْ أحلامَ مُنْتَظِرٍ |
ومِنْ رَخاءِ حياةٍ هاجَرَ الأمَلُ |
والطَّيِّبَاتُ غَدَتْ للنَّاسِ قاطِبَةً |
لا الفقْرُ يَحْرِمُنا فالكلُّ يَشْتَغِلُ |
هذي الإداراتُ جَنَّاتٌ لِزائرِها |
فيها ملائكةٌ بالنّاسِ تَحْتَفِلُ |
فليْسَ فيها عَبُوسُ الوجهِ ذُو فَظَظٍ |
وليس ثَمَّةَ نَذْلٌ مُرْتَشٍ خَبِلُ |
وأيْسَرُ الأمْرِ يخْتاروا إذا صَعُبَتْ |
والعَلْقَمُ المُرُّ في أبْوابِهِمْ عَسَلُ |
والحاكِمُ العَدْلُ أرْسى الحقَّ مُنْتَصِبًا |
والظُّلْمُ مِنْ حَزْمِهِ قدْ مَسَّهُ الشَّلَلُ |
أعوانُهُ مِثْلُهُ بانَتْ أمانَتُهُمْ |
لا المال قدْ سَرقوا لا الشّعْب قد خَذَلوا |
وذِي المحاكِمُ يَا فَخْري بها مَثَلاً |
بَيْنَ الخلائقِ فيها العَدْلُ يَرْتَجِلُ |
أبْناؤنا نَبَغُوا في الأرضِ مِنْ صِغَرٍ |
مَنَاهِجُ العِلْمِ في أوْطانِنا شُعَلُ |
والنّاسُ حَوْلِيَ نِعْمَ المُسْلِمونَ هُمُو |
كَمْ آثَروا الغَيْرَ كَمْ حَنُّوا ومَا بَخِلوا |
هذي السّعادةُ في أرْجاءِ مَمْلَكَتي |
وذا تَفاؤلُ شِعرٍ حرفُهُ خَجِلُ |
قدْ قُلْتُهُ لَكِ بالتّفصيلِ مُعْتَرِفًا |
وهاجِرًا شُؤْمُ أمْسٍ كنْتُ أنْتَحِلُ |
فليسَ أبْشعَ مِنْ كُفْرٍ بأنْعُمِهِمْ |
وليسَ أفضلَ من ْشُكرِ الألى عَدَلُوا |
قَدْ تُبْتُ –عُمْرِي- فكوني اليومَ عاذِرَتي |
وليتَ يَعْذِرُني كُلُّ الأُلى عَذَلوا |