السلام عليكم
السادة الأدباء الأحبة الأفاضل
كنت قد أجريت على قصتي المتوفاة والجدة هذه ما رأيته مناسباً
أقدمهما في حلتهما الجديدة , عسى أن تنزلا عندكم منزلة القبول
تحياتي
( المتوفاة )
كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة , ترقد على باب المسجد , و إلى جانبها طفلة
صغيرة , قد دلت ثيابها الرّثة على حالتها المُزرية , و روى وجهها الملائكيُ
حكاية طفولتها البائسة , ترفعُ بصرها إلى الأعلى , و تمدُ يدها إلى الأسفل
لُتُفهم الناس بفطرتها , أن أصل الرزقِ من السماء , فلا مِنةً و لا فضل فيما
يتصدقون به , ترتل بصوتٍ مرتجف( مَن ذَاالَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ)
تخاطب ضمائرهم , توقظ نخوتهم , تنادي بقية إيمانهم , لكن أكثرهم يغض الطرف
عن عرض السماء المربح , فالقلب في غُلف , والروح في مرض , والنفس
أسيرة الأنا , أما هو فكثيراً ما سارع إلى الإحسان إليها , بعد أن سمعها ذات
ليلة تدعو عليهم دعوةً , تفتحت لها أبواب .....السماء
( الجدة )
أراد إدخال السرور إلى قلب جدته , و إيناس وحدتها و وحشتها , فبادرها بالسؤال عن صحتها
وهو أعلم منها بالإجابة , فالمرض بات يفتكُ بجسدها الضعيف , كما تفتكُ الوحوشُ الضارية
بالظبي الصغير المستسلم لحتفه , فنظرت إليه بعين المُمتَحن الواثق من لُطفِ المُمتحِن
وقالت : يا بُني إني بلغتُ من الكبر عتيا , و إني قاطعة مع الدنيا مواثيق الإعراض والهجر
وما أرجو في بقية العمر إلا رحمة الحبيب , بمن لزم عهد الإخلاص ,ما فارقت الروح جسده
و إني الآن أشد اشتياقاً إليه من أي حالٍ قد مضى , فلا تسل عن امرأةٍ , قد أمست منزلتها عندكم
منزلة الضيف , ما يلبس أن يغادر , فانكب يقبل يديها , وقد جرى .... دمعه
يسأل نفسه بحسرة وندامة , , هل لها من زاد الحب , للذات الإلهية , ما يكفي لسفر.......طويل
تمتا بعون الله