وأدْرَكتَ يا شهريارَ الصباح
وما حدَّثَتْكَ الأميرةُ عن كَىِّ شعبٍ
تُعَبّدُهُ حملقاتُ التماثيلِ فى كُلِّ ساحْ،،
على رأسها شامخٌ ذلك النسرُ
ينبىءُ عن جيفةٍ
يَقتفيها لتفتحَ باباً جديداً
يطيل الرَّوَاح
وأدركتَ أن الأساطير تُروى
لطمس البقايا من الصحوِ
عند افتراش المنام
فلا صحَّ فيها سوى ما تقاطر فى أُذْن
من يستزيد المخدر
يزداد رقماً بعدّ النيام
ألا فاستعدّ
ففى كل يومٍ تزيد الحكاياتُ خُمرة..
فدعك المرارة..
ماكان وقت الخيالات لما هنا تأت مُرة
ومن يحتسيها ليشعر من بعد رغدٍ لديه
بلفح المضرة؟؟
ألا فاستعدّ
ففى كل كأسٍ تَصُبُّ الأميرةُ
ميثاقَ عتقٍ
وتبتاع من بعد نومك بَوْحَ الخدمْ
تجرجر أضغانها ثم تلطم سيافك المستفز
وتخشى قيامكْ..
على إثر لطمتها .. تستعيد خطاها
إلى حيث تغرف تيهاً جديداً
يسابق مجرى خطاك
يجمّل محيا خطاياك حتى إذا جنَّ ليلٌ
وقد أطعمته الأميرةُ جفنَكَ
ما كنت تسمع للفجر منها أذانْ
وهل يسمع الفجرَ من أنضجته الخيانةُ
من قبل أن تحتويه ثغور القيان؟!
لعلك تدرى إذا تشرب الشمس
أطراف ليلكَ
ذاك الذى أطعَمَتْهُ الأميرةُ
جفنك قبل الثوانْ
ليس ثأرا لجفنك لكنه -باعتراف الأميرةِ-
محض اكتمالٍ لسنةِ هذى الحياة
شهريار
أنا ما عجبت إذا أُنبتَتْ من مرارةِ خَطْبِكَ
أحلى حروفى
أجل..
ما عجبتُ
إذا رفرفت منذ أسرك
رؤياى نحو الأقاليمِ تُفصحُ بين المحافل
عن طرح نصٍ جديد
أصوّر فيه الأميرةَ عذراءَ مالت ببُعد الأساطيرِ
حتى تَجَعَّدَ فيها الوجود
أُصوّرها كالحقيقة تحمل بعض انزعاجٍ
وتفشل فى الإنسحاب وتذهب فى مأملٍ
منك أن تقبل الإستقالة..
فتَحزُنها الاستحالة..
وآتِى إليكَ
على رغبةٍ أن أصوِّر منك المتاح
و ماكان من بعض حالك
حيث استبقتَ وأدركتَ ذاك الصباح ،
فلا ألتقى ما يبرر إهدارَ حِبرى و شِعرى
فأطوى المسافة ما بين سطرى
وما تشتهيه الرياح!
محمود موسى
9/8/2007