|
شِدِّي رِحَالَكِ يَا حُرُوفِي الثَّائِرَه |
هَيَّا انْهَضِي بِقَصِيِدَةٍ مُتَظَاهِرَهْ |
وَاسْتَجْمِعِي فِكْرَ انْقِهَارِي حُزْمَةً |
وَتَفَكَّكِي فِي صَرْخَةٍ مُتَنَاثِرَهْ |
فَأَنَا كَتَمْتُكِ فِي شَغَافِي بَاكِياً |
كَيْ لاَ أَرَى فَوْجَ الدُّمُوعِ الْغَائِرَهْ |
لَكِنْ أَبَتْ رُوحِي احْتِقَانَ صَهِيِلِهَا |
وَخُيُولُهَا كَرَّتْ بِصَمْتِي زَافِرَهْ |
عِضِّي عَلَى شَفَتَيْكِ يَا أُنْشُودَتِي |
وَاسْتَنْزِفِي مِنِّي الشُّعُورَ مُحَاوِرَهْ |
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ صَرْخَتِي وَأَنِيِنَهَا |
وَلَقَدْ شَهَقْتُ عَلَى الْخَرَائِطِ خَائِرَهْ |
هَا وَانْظُرِي دَمْعاً تَحَفَّزَ حَائِراً |
وَكَأَنَّهُ الطُّوفَانُ لَفَّ دَوَائِرَهْ |
وَيَغُصُّ فِي حَلْقِي انْعِتَاقُ مَوَاجِعِي |
فَتَهَدُّجِي ضَمَّ الْحُرُوفَ مُؤَازَرَهْ |
جَسَدُ الْعُرُوبَةِ نَائِمٌ فِي جِحْرِهِ |
وَالذِّئْبُ يَنْهَشُ وَالْمَوائِدُ عَامِرَهْ |
أَيْنَ ارْتِجَافُ النَّبْضِ ؟ أَيْنَ شُعُورُهُ ؟ |
وَدَمٌ تَخَثَّرَ فِي عِظَامٍ فَاتِرَهْ |
نَامَ الصَّبَاحُ وَلِلْمَسَاءِ جُفُونُهُ |
وَالْيَوْمُ أَدْمَنَهُ النِّيَامُ مُعَاشَرَهْ |
وَمَتَى مَتَى سَتَحِيِنُ صَحْوَةُ غَافِلٍ ؟ |
سَكِرَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ حَتَّى عَاقَرَهْ !؟ |
يَا دَوْلَةَ الإِسْلامِ قُومِي وانْهَضِي |
وَتَوَحَّدِي فِي صَحْوَةٍ مُتَآصِرَهْ |
هَذَا خَلِيِجُ الْعُرْبِ يَلْفِظُ بَحْرَهُ |
فَلَقَدْ تَدَجَّجَ وَالبَوَارِجُ كَافِرَهْ |
لا مَا اسْتَفَادَ الْعُرْبُ لَمَّا صَرَّحُوا |
وَالنَّفْطُ يُهْدَرُ فِي قَنَاةٍ خَاسِرَهْ |
مُتَدَهْوِرٌ قَلْبُ الْعُرُوبَةِ يِشْتَكِي |
جِسْماً بِهِ الأَوْجَاعُ تَغْزُو سَافِرَهْ |
زَحَفَتْ شَرَايِيِنُ الدِّمَاءِ بِعِلَّةٍ |
وَتَجَلَّطَتْ بِمَوَاضِعٍ مُتَجَاوِرَهْ |
وغَفَى عَلىَ أَرْضِ العَرَاقَةِ نَازِفاً |
فَتَعَكَّرَتْ تِلْكَ الْجُذُورُ النَّادِرَهْ |
وَالنَّخْلُ ذُو الأَكْمَامِ يَبْكِي تَمْرَهُ |
ثَمَرٌ تَغَرْبَلَ فِي ثُغُورٍ فَاجِرَهْ |
لا نَهْرُ دِجْلَة قَدْ تَوَلَّى أَمْرَهُ |
لاَ ذَا الْفُرَاتُ بِسَيْلِهِ قَدْ سَايَرَهْ |
وَالأَرْزُ بَيْنَ حِرَاثَةٍ وَفِلاَحَةٍ |
وَعُرُوقُهُ الْهَوْجَى بِأَرْضٍ حَائِرَهْ |
يَا أَرْضَهُ كَمْ شَرْبَكَتْكِ مَذَاهِبٌ |
أَحْزَابُهَا حَبَكَتْ عَلَيْكِ مُؤَامَرَهْ |
قَدْ خَانَهَا التَّارِيِخُ لَمَّا زَفَّهَا |
فَتَطَلَّقَتْ تِلْكَ الْعَرُوسُ مُبَاشَرَهْ |
وَالأُمُّ وَيْحَ أُمُومَةٍ قَدْ سَلَّمَتْ |
إِذْ أَجْهَضَتْ أَبْنَاءَهَا لِجَبَابِرَهْ |
أَيْنَ الْكَرَامَةُ وَالْجِهَادُ إِذَا سَقَتْ ؟ |
مِنْ نِيِلِهَا تِلْكَ الْبُطُونِ الْعَاقِرَهْ ؟!! |
رُحْمَاكَ يَا اللهُ كَيْفَ تَوَثَّقَتْ ؟ |
فِي قَهْرِهَا تِلْكَ الصُّرُوحِ العَاهِرَه ؟!! |
وَانْظُرْ إِلَى بَلَدِ الشَّهِيِدِ طَوَائِفاً |
ماَ اسْتَشْهَدَ الْمَلْيُونُ فِيِهِ مُدَاحَرَهْ |
وَلَعَلَّ مَنْ سَجَدَ الرَّثَاءُ بِأَرْضِهِ |
يَجْثُو بِهِ الإِرْهَابُ ذَاكَ الْعَاصَرَهْ |
قَدْ يَهْتَدِي نَزَقُ التَّطَرُّفِ خَائِراً |
فِي سَجْدَةِ الإِيِمَانِ تَجْلُو الْخَاطِرَه |
جِنِّي حُرُوفِي وَاسْتَعِيِدِي مَاضِياً |
لازَالَ يَحْتَلُّ الْعُقُولَ الْحَاضِرَهْ |
بَلْ وَاصْرَخِي شِيِطِي شَرَارَا وَاقْدَحِي |
لَمْ يَبْقَ لِلصَّبْرِ احْتِمَالُ مُنَاظَرَهْ |
غُصْنٌ مِنَ الزَّيْتُونِ يَرْجُو فُسْحَةً |
فَالأَيْكُ لَمْ يُعْطِ الْمَجَالَ وَحَاصَرَهْ |
وَعَقَارِبٌ شَاكَتْ سِمَامَ ذُيُولِهَا |
وَالْغُصْنُ يَرْقَبُ فِي الزُّعَافِ مَقَابِرَهْ |
الطِّفْلُ مَاتَ..الشَّيْخُ حَيٌّ مَيِّتٌ |
وَالأُمُّ ثَكْلَى فِي الْمَآسِي دَائِرَهْ |
وَالشَّعْبُ يَصْرَخُ : لِلْجِهَادِ تَقَدَّمُوا |
وَحُجَارَةٌ فِي الْكَفِّ جَرَّتْ طَائِرَهْ |
سُفِكَتْ دِمَاءٌ وَالْجُرُوحُ تَفَاقَمَتْ |
وَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ يَوْمَ الآخِرَهْ |
كَيْفَ ارْتَضَيْنَا أَنْ يُمَزَّقُ عِرْضُنَا ؟ |
وَالدِّيِنُ قَدْ فَرَضَ الْجِهَادَ مُشَاطَرَهْ ؟! |
أَسَفِي عَلَيْنَا فَالْجَحَافِلُ أَضْرَمَتْ |
وَشَتَاتُنَا خَذُلَتْ عَلَيْهِ البَادِرَهْ |
قَسَماً بِرَبِّي إِنَّنَا خِزْيُ الدُّنَى |
فَلَقَدْ خَسَفْنَا فِي السَّلامِ مَعَابِرَهْ |
عَرَبٌ وَيَا ذُلَّ الْعُرُوبَةِ وَضْعُنَا |
لَوْ نَنْبُشُ التَّارِيِخَ خَطَّ مَآثِرَهْ |
مَا نَفْعُ أُمَّتِنَا الْعَظِيِمَةِ فِي الْوَرَى ؟ |
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ كُونِي الآمِرَهْ |
وَتَوَحَّدِي فِي غَفْلَةِ الزَّمَنِ الصَّعِيِـ |
ـبِ تَجَلْمَدِي حَتَّى تَعِزُّ الذَّاكِرَهْ |