|
لا ورد في الورد,حتى الماء لا بللُ |
كل الموازين فيها عشعش الخللُ |
حتى الوجود تخلى عن تواجده |
جرح بحجم عراقٍ..ليس يحتملُ |
الله..ياأيها المجروح,يا أسداً |
على دماه, ذئاب الليل تقتتلُ |
إنّا يعز علينا ما تكابده |
يعز حتى على من كلُّه عللُ |
قد كنت تزهو بعين الكون مؤتلقاً |
فبعد زهوك ..فَلاّ تزدهي الدولُ |
عراق..يا حامل الأعباء ,أجمعها |
عن أمة العرب..أخفى قولك العملُ |
وظلت أقوى من الأِعباء,لا كللٌ |
أمام بأسك دوماً..يركع الكللُ |
كنت الربيع تجلّى في مواكبه |
حب الحياة..لكل العرب, والأملُ |
كنت الشروق لفجرٍ ظلَّ مرتقباً |
كم ضمَّهم دفؤه,بل كم به آغتسلوا |
لم تدَّخِرْ ,في سبيل العرب, موهبةً |
تهدى..ولا زلت ,رغم الريح,تشتعلُ |
كم رحت تبذلُ ,في سوح الجفاف, ندىً |
لمن عليك ,بدمع العين, قد بخلوا |
وكم بصدرك من جرحٍ..لأجل أخٍ |
بكفه أخذت, من ظهرك ,النصلُ |
وكم سهرت ..ونام البعض ملتحفاً |
وإن صحا, فهو في صحواته ثملُ |
........................................ |
يا واسع الصدر..كم سامحت من زللٍ |
ورحت مشتعلاً ,كي لا يفيق دجىً |
على العروبة..وآنداحت لك السبلُ |
أنت الذي مزَّق الظلماء غرَّته |
وفيءُ يعرب من أنفاسه خضلُ |
أبلغْ بني عمنا الناموا على ضعة |
لا خير في أمة حكامها خَوَلُ |
وقل لمن يتباكى حول أضرحنا |
خيبْ بدمع يُذَكِّي درَّها البصل |
هل هؤلاء بنو عمي ..أولي نسبٍ |
كأنّما من سجاياهم قد آغتسلوا |
إنّا منينا بإخوانٍ لهم معنا |
واقفٌ يستحي من ذكرها الخجلُ |
لعل أبسطها صمتٌ, يحيق بهم, |
إزاء موت العراقيين, مبتذلُ |
هل لا تواكب روح العصر نُصرتنا..؟ |
هل الحضارة أن يستجرؤ الشبلُ |
كأنما من فراغ طين إخوتنا |
سيان منهم إذن حلٌّ,ومرتحلُ |
هبنا صبرنا على ظلم الغريب لنا |
ظلم القريب ..مرير ليس يحتملُ |
صمت العروبة ..لا ترقاه معذرةٌ |
كأنما هو مرهون به الأزلُ |
هذا العراق..وحيد كالحسين بطفٍ |
يستجير ..فلا جارٌ,ولا أهلُ |
لا الشام هبت ولا مصرٌ لنجدته |
جميعهم, بلذيذ العيش, منشغلُ |
.................................... |
يا دائم الوثب والأهوال تندبه |
يا دائم الوثب..هل للعرب نازلة |
ولم يكن لك فيها العزم يمتثلُ.؟ |
إذْ كنت ,في كل خطب نازلٍ,بطلاً |
هل الرجولة إلاّ موقفٌ بطلُ؟ |
غداً..ستشرق شمس الفجر يا وطني |
في بحر أنوارها الآمال تغتسلُ |
غداً..ستشرق للسارين..يا قمراً |
بفيض بهجته الأنوار تكتحلُ |