|
ما لليهودِ الغاصبيــنَ ، وما لِي |
كم يطلبُـونَ ، و لا أحبُّ وصـالِي |
كم يزعمُـون مودَّتي ، و أنا لهم |
حرْبٌ ، فمـالي في المودة مالي ؟ |
أأحبُّهم ؟ لا كنتُ ، كيف أحبُّــهم |
و همُ أفـاعٍ في الحمى ، و سعاليِ |
من ذا يحبُّ الغولَ و هي مطيـةٌ |
للخـوف و العتَمـاتِ و الأهوالِ ؟ |
و الموتِ و الغدر الأثيـمِ و موئلٌ |
للشـرِّ ، و التقتيـلِ ، و الإذلالِ... |
أأحبُّــهم ؟ لا كانَ يومٌ أرتضي |
فيه اليهــودَ يواطئونَ رغَـالي |
أو ينْشقُون عبيرَ أفقِي في الضحَى |
و القلبُ منهم في حمِيــمِ صَالِ .. |
مالي ؟ أأنسَى للنجيــعِ تصبُّبا ؟ |
أفعَـنْ جراحي ، و المظالمِ سَالِ ؟ |
هل يذهَلُ الجفنُ المقرَّحُ عنْ يدٍ |
وأدَت ْ شعَـاعَ الشمسِ ذاتَ هلالِ ؟ |
هل يسلوَنَّ أخُو الفجيعةِ و المنى |
هُصِرَتْ و عاثَ البغيُ في الآمَالِ |
من ذا سيُغضِي عن أنينِ مواجِعي |
ومجازِرِِ العانينَ من أطفــالي |
المثقليـنَ بألفِ ثـــأرٍ منهمُ . |
و بألف آهٍ كبِّلَـت ْ بحبَـــالِ.. |
و السَّاغبين ، و في الحصارِ أكفُّهم |
قَصُرتْ عن الأعمام و الأخوالِ .. |
كذبَ المرَجِّمُ من يهـودَ و رفدِه |
مالي أنا وعصابــةِ الأنذالِ ؟ |
هذا الترابُ الهاشميُّ أجلُّ من |
وطء الألى مرَدُوا على الأوحَالِ |
و عتوا عن التنـزيلِ ثم تقوَّلوا |
عن رسْلِ ربِّــهِم بشرِّ مقالِ .. |
طعنوا الفضيلةَ و استرقُّوا فجْرَها |
و رمَوا بيوتَ الله بالأهوالِ .. |
قالوا : أنا تاريخُهم ، و أنا لهم |
وطنٌ ، وميعـادٌ و أرْضُ مآلِ |
كذبُوا ، أنا عربيةٌ من قبلِ أنْ |
يتخلَّقوا ، في الناسٍ و الأنسالِ |
أنا في المدائن إذْ همُ لم يُولدُوا |
من قبلِ إبراهيـمَ في الآزالِ |
" قُدسِي " من التاريخِ فجرٌ ساطعٌ |
أرضُ الإبَاءِ و مْنبِتُ الأبطالِ |
و أنا فلسطينُ العروبةِ حرةٌ |
أوْلانِيَ الإسلامُ بالأفضـــالِ |
بالقدسِ بالأقصَى و بالإسرَاءِ و الـ |
معراجِ قرآنُ ُ تلاهُ التالي |
مالي أنَا و الآثمينَ على المدى |
والمُرخصيــنَ اليومَ كلَّ غَوالي |
والآسريـن الحقَّ في غيَبــاتِهم |
و الخانقيــن النورَ خلفَ ضَلالِ |
ما أبعدَ السفهاءَ عنْ أن يبلغــُوا |
مرقَى رجالٍ لي و أيِّ رجـالِ ؟ |
سرُجُ الدجى ، همَّاتُهم في طاعةٍ |
وهــواهمُ لله خيــرُ نــوالِ |
من فتيةٍ في الأوليــنَ كثيرُهم |
وقليلُــهم في " غزةَ " الأنفالِ |
من منهج القرآنِ دربُ حياتِهم |
و من النبــيِّ تدرَّعوا بخصَالِ |
غرّ الجبـاهِ من السجودِ كأنَّهم |
صحبُ النبــيِّ تهيـؤوا لبِلالِ |
ويؤمُّهم عند الصلاةِ أخو التقَى |
و هو الإمــامُ لصولةٍ ، و سجَالِ |
شمّ الأنوفِ تخالُــهم في نُفرةٍ |
أبطـالَ بدرٍٍ أسرعــوا لنـزالِ |
لعدوِّهم إن يُذكَروا في روعِه |
رعبُ النعامةِ ساعـةَ الإجفــالِ |
دسَّتْ لدى الجيرانِ رأساً مفزَعاً |
خلفَ " الجدارِ " الخائن المتعالي |
يا " شِعْبَ مكةَ " لو رأيتَ صمودَهم |
و الصبرَ و الإخباتَ دونَ مثالِ |
ورأيتَ " غزةَ "و الشموخُ محاصَرٌ |
ورأيتَ كيفَ الحقُّ في الأغلالِ ؟؟ |
أقسمتَ أنَّ الله ناصرُ عبدِهِ |
و بأنَّّ للعـــادينَ شرَّ وبـــالِ |
و لكلِّ جبـَّـار عتوٍّ يومُه |
من كفِّ ذي صَولٍ بدينه حــالِ |
هل للبغاةِ من الشريفِ مودةٌ ؟ |
أيُّ الوصالِ لمجرمٍ قتَّـــالِ ؟ |
هيهاتَ أرضُ العزِّ تبذلُ وجهَهاَ |
للناعِقِـيـنَ على فمِ الأطــلالِ |
لعصابةٍ وُ لدَتْ من الظلماتِ في |
ظهرِ الخنا و الكفرِ و الإسفَالِ |
ومضتْ تجرُّ على الرجالِ ذيولَها |
فعلَ الأذلِّّ يسودُ بعدَ خَبالِ |
زعمتْ يهودُ بأنني كنفٌ لها |
ومحطُّ وجْد القلبِ ، و الأوصالِ |
و بأنني كلَفُ الحبيبِ ومهبط |
لفؤادِ مَن ضاقُوا من الترحَالِ |
يا لائمي في الهجْر لو تدري بمنْ |
كانَ المحبُّ بكيتَ في العُذَّالِ |
أو لوْ عرفتَ الخاطبينَ و جرمَهم |
في العالَمين طعنْتَ غيرَ مبالِ |
فأخسُّ ما قدْ أبصرَتْ عينٌ وما |
وقعتْ عليه لواحظُ العُقَّــالِ |
في كلِّ شبرٍ من بلادي آهـةٌ |
خطُّوا شجَــاها من دمٍ هطَّالِ |
و عتَوا على المستضعفِين فلمْ تزلْ |
من كيدِهم حِممٌ بكلِّ مجالِ |
المفسدُون و في الفرنْج نصيرُهم |
و لهم من الأعرابِ ألفُ مُوالي |
إنْ يطربُوا فلأنةٍ من موجَعٍ |
أو يفرحُــوا فلِهُلْك شيخٍ بــالِ |
أو يغنموا فمِنَ العيَالِ تيتَّمتْ |
ومنَ الثكــالَى فُجِّعتْ بعيـالِ |
قومٌ همُ الإفسادُ مذْ خُلقوا وفِي |
دمِهم جــرَى إفسادُ كلِّ جمالِ |
ما للمساجدِ في قلوبــهمُ سوى |
حرقٍ ، و تخريبٍ ودوس نعَالِ |
في المسجد الأقصى شواهدُ حقدهم |
ومن الخليل نواطِق الأفْعــالِ |
ما جلَّ في نفسِ الوضيعِ أجلُّـها |
فيصونَ في البنيـانِ ذاتَ جلالِ |
كيفَ المودةُ فيــهمُ ؟ وهمُ همُ |
أهلُ الخديعةِ ، و الهوَى الميَّــالِ |
بالأمسِ قد زعمُوا محبةَ ربِّهمْ |
و الله أبْــرَأُ مِنْ مُحبٍّ قـَـاليِ |
ركبُوا الغرورَ فمن يداني شعبَهم؟ |
وعلَــوا عُلوَّ الكفرِ حينَ يُغالي |
خسئَتْ وجوهٌ لن تزالَ على المدَى |
مسكونــةً ، مخبولـةً بمُحالِ |
ريَّا أنا بالمجدِ فوقَ سُعــارهم |
ملآى أنا بالنــورِِ خلفَ تلالِي |
أفقٌ أنا ، بحــرٌ أنَا متجــذرٌ |
أبقَى من العتَمــاتِ ِ،و الأغْوالِ |
أبدًا " فلسطينُ " العروبـةِ درَّةٌ |
و الخاطئونَ مصيــرُهم لزَوالِ |
أبدًا فلسطيــنُ الهوى ومحجَّةٌ |
للفجــرِِ مهما تدَّريــهِ ليـالِ |
غدِيَ الصباحُ مبرعِمًا بضيائهِ |
في باحةِ الأقصى ، ومنهُ دوالِي |
وغدُ البغــاةِ التيـهُ ، ثم مذلةٌ |
تشفِــي فؤادَ الحقِّ بعْد نكَالِِ ... |