دنّــاق
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي
عدت إلى البيت من صلاة الجمعة اليوم ورأيت أم حسان تهيئ للمساء بعض المعجّنات: بيتزا وزعتر وفليفلة حارة ... فسيزورنا الأخ أبو يحيى وأسرته ، وكانت رائحة المعجّنات هذه تملأ الدار فيسيل لها لعاب القادم الجائع.
وقفت بباب المطبخ لا أريم ، فقالت زوجتي : (خيرٌ) إن شاء الله ما القصة ، فقلت لها " دنّاق" . وأفهم أن الدنّاق من يشتهي شيئاً يراه أمامه ويديم النظر إليه حتى يناله. هذا في لهجتنا الحلبية العامية ، ولعل غيرنا يستعملها.وقلت في نفسي : نحن نستعمل هذه الكلمة دون أن نطلع على معناها العربي الصحيح ، فهيا يا رجل إلى لسان العرب تستجلي حقيقتها ... وفتحت لسان العرب .
من لسان العرب( دنق )
الدّانِق والدّانَقُ من الأَوزان ،وهو سدس الدرهم وفي حديث الحسن : لعن الله الدانِقَ ومن دَنَّق الدَّانق بفتح النون وكسرها ،كأنه أراد النهي عن التقدير والنظر في الشيء التافه الحقير والجمع دوانِق. ابن الأَعرابي عن أبي المكارِم قال الدَّنيقُ والكِيصُ والصُّوصُ الذي ينزل وحده ويأكل وحده بالنهار فإذا كان الليل أكل في ضَوْء القمر لئلاّ يراه الضيْفُ . ودَنَّق وجهُه هزل وقيل دَنَّق وجههُ إذا اصفرّ من المرض ودنَّق الرَّجلُ مات وقيل دنَّق للموت تدنيقاً دنا منه. ويقال للأَحْمق دانِقٌ. والدانِقُ الساقط المَهزُول من الرجال. قال الليث دنَّق وجه الرجل تدْنِيقاً إذا رأيت فيه ضُمْر الهُزَال من مرَض أو نصَب. والدَّنْقة الزُّؤان ،هذه عن أبي حنيفة. والمُدَنِّق المُستقْصِي يقال دنَّق إليه النظَرَ ورنَّقَ وكذلك النظر الضعيف. قال الحسن لا تُدَنِّقوا فيُدَنَّقَ عليكم والتَّدْنِيقُ مثل الترْنِيق وهو إدامة النظر إلى الشيء. وأهل العِراق يقولون فلان مُدَنِّق إذا كان يُداقّ النظر في مُعامَلاته ونَفقاته ويَسْتَقْصِي. والتدنيق : كنايات عن البخل والشُّحِّ ابن الأَعرابي الدُّنُقُ المُقَتِّرُون على عِيالهم وأنفسهم .
وأحببت أن أرى هذه الكلمة في " موسوعة حلب" لخير الدين الأسدي ، ففتحت الموسوعة لأقرأ ما يلي:
وفي موسوعة حلب:
دنق على الأكلة : يريدون : اشتهاها، لم نجد لها أصلاً
ولعلها من ( دنأ) العربية يدنَأ دَنوءة فكان دنيئاً خسيساً ناقصاً ، لا خير فيه.
ولعلها جملة دعائية بمعنى : مدعوّ عليه أن يدلق ما أكله.
ثم أورد الأسدي في موسوعته ما ذكره ابن منظور في معجمه :" لسان العرب" .
فما رأيكم ؟ أيحب أحدكم – بعد أن فهم المعنى - أن يكون " دنّـاقاً "؟
الجمعة 25- 055- 2012