صباحاتي
- 2 -
أحَبُّ صَباحين لديّ هنا في الغربة صباحا العطلة الأسبوعيّة : صباحُ الجمعة وصباحُ السبتِ ، أما صَباحُ الجمعة فيستقبلني بوجهٍ حولَه هالةٌ من القداسة والروحانيّة ولسانٍ يُرتّل آيات الله لتستفيق في القلوب أوراقُ الطمأنينة الخضراء التي أذبلتها أيام العناء الخمسـة السابقة !
وأما صباحُ السبت فصباحٌ يهزأ بالرتابة القاتلة ، فيشفي بذلك غليلي ! أسمعه يقول لي مُلطّفاً خاطري : نم ملء الجفون ولا تقلق ولا تُبالِ ، ولْيذهب المدير والوكيل وبصمة الحضور؛ ليذهبوا جميعاً و معاً إلى حيثُ يشاؤون !! فأعبّ من النومِ عبّاً ، وأنهض متى أشاء من فراشي ، وكأنني عدتُ سيّدَ نفسي ، في عمرٍ انقضى معظمُه وساعاتُه مُرتهنة بيد الآخرين !
- 3 -
ما أجملَ صباحَ العُطلة في زمنِ العَناء ! إنّه يُسفرُ عن وجهه كما يُطل نورُ الشمس من بين السُّحب الداكنة الجاثمة على صدر الصّفاء الأزرق ! إنه صباحي اليوم عانقني مهنّئاً وقدّم لي هديّة ، فتحتها ناعسَ الطرف فإذا نسيمٌ حبيبٌ ، وطمأنينة كانت مسافرة في بحر القلق ، وكان في الهدية أيضاً حلاوة مصنوعة من الصّبر الجميل .