استفاق الصغير مذعوراً على صوت هزّ جدران البيت، فاهتزت معه ضلوعه.
قام من السرير مرتعشاً، ثم توجه خلسة إلى غرفة والديه.
فتح الباب بيده المرتعشة، ثم وقف متصلباً مكانه، و تطلع بعينين مفرغتين
بالدم السائل من جسدهما، ثم ارتمى فوقهما وصار يئنّ ويبكي.. اختلطت دموعه
الباردة بالدم المسفوك الساخن، ثم أطلق صرخة طفلٍ موجوع " آه يا أماه آه يا أبتاه
لقد تركتماني وحيداً في القرية المهجورة..!" فنادت عليه الجدران الملفوفة بالكآبة،
تجرع يا بني الألم و اللوعة بصمت! وكفكف دموعك، فالرصاص في القرية مثل الهواء،
قد يخترقك فجأة! و الأشباح قابعة في الزوايا لقنص أمثالك..!
وإذ بالصغير يئن ويئن، منكمشاً على ذاته، يتطلع إلى الأشباح من بعيد، تقلصت الجدران
شيئاً فشيئا، ثم اهتزت من جديد، ليكون رفيقاً لوالديه.
12/6/3