لا أظنني أقول جديدا عندما أصفكم بالمبدعين العظام، قولي ذلك، بما فيه من تكرار وتحنيط، لا يعدو كونه تقرير واقع يشهد مسيرتكم الإبداعية ، لعل الجديد هنا هو أن كلمة " عظام " تعود لتمتلئ بالمعنى ، والنبض، والحرارة، لتتألق مثل إبداعكم الذي انتشلنا من الخطابة ، والحماسة ، والوعيد ، ليلقي بنا في غمار المعنى ، والتفتح ، وجنون الربيع.
لستم مجرد مبدعين كبارا تمثلون صوتا ، أو جيلا ، أو مرحلة وحسب، بل كنتم نسيجا لوحدكم، جيلا لوحدكم ، ومرحلة لوحدكم.. ما يدعو إلى الإفصاح عن هذا اليقين ، لا يحده الحب ، والإعجاب ، والنظرة النقدية المتسرعة، بل هو قائم على رؤية ما في إبداعكم من تجدد خلاق يشق دروبه في غابات بكر تشد المتلقي إلى أضوائها ولظاها ، ليعمل على / أو ليشارك في خلق ذائقة إبداعية واعية، والارتقاء بنا من العطالة إلى الفعل، من تشغيل الاسطوانة ، إلى متعة الاكتشاف ، والخلق والنمو ، ذلك هاجسكم ، أصاحب الموهبة الفذة والثقافة الواسعة ، يتمثل في بحث المتبصر ، وتجريب المهموم بالإبداع، والتطلع إلى أفاق إبداعية قصية وعصية، واستخدام أدوات تعبيرية جديدة بين إبداع وإبداع .