هذا المساء .. غرقتُ بين أمواجِ النشوةِ البريئة ؛ حيث الفضاءُ بِلا حدود جغرافية .. بِلا حواجز جمركية.. بِلا قيود وضعية ... و كالطيرِ يرفرفُ على تخومِ اللاأين ، و يعانقُ الريح نحو المجهول ؛ يممتُ شطري صوب سماء الانعتاق من الفجاج الضيقة ، وفضاء التحرر من مغارة الأقنعة المزيفة ، و دهاليز الزمن الغابر.. توسدت حضن الأحلام أبحث عن لحن أغنيتي المفقود ، و أكتشف النجوم عن قرب..كنت أظن أنها طوق النجاة ، و أن الصبح سيلوح نوره وقت الغروب ، و أني سأبرأ من ربقة السراب ، و أنزع شوكة الظنِّ من الصدر..
لكن هيهات هيهات !! فما هي إلا أصداء مترهلة ينزُّ لها السمع ، وشهقاتٌ مهشمةٌ تغرسُ مُدَاها بين الضلوعِ ، و زفراتٌ متعثرةٌ تكتمُ الأنفاس المتبقية ؛ لتضيع الخطواتُ وسط أمواجٍ مجهولةٍ آسنة ، و تحتار النظراتُ بين آلافِ الضحكاتِ المقنعة ؛ لأعود مدحورة مخلوعة المزاج ..أنعى الأحلام الثكلى.. أرميها بسهمِ النسيان..أجعل الصمت الصاخب نديما ..أعاقر حرية الحزن وحيدة ، و أعلن العصيان ..!!
أحلام المغربي