|
إليَّ النُّصحُ ثُمَّ لكمْ أُخَيَّا |
فقَدْ أغْوانِيَ الشّيطانُ غَيَّا |
هجرْتُ كتابَ ربّي هجرَ جهلٍ |
أُرَدِّدُ حَرْفَهُ حِفْظًا غَبِيَّا |
سهرتُ لِحِفْظِهِ عُمراً طويلاً |
ولمْ يَحْظَ التَدَبُّرُ مِنْهُ شَيَّا |
يُكَنِّيني بهِ الأحبابُ شَيْخًا |
ولوْ عَلِموا لَكَنَّوْني خَشِيَّا |
فحفظُ المرءِ جَدْبٌ دونَ فَهْمٍ |
ويُمسي إنْ تَدَبَّرَهُ نَدِيَّا |
أخِي جَمَّعْتُ أخْطائي فَخُذْها |
و نحنُ اليومَ في البلوى سَوِيَّا |
حَسِبْنا البحْرَ مَتَّاعًا لِعَيْنٍ |
وفي الأعماقِ كمْ كنزًا خَفِيَّا |
فكمْ نَتْلُو ومَا نَعْلُو فَقُلْ لِي |
بِرَبِّكَ ما جَرى ؟ ما الأمْرُ ؟ هَيّا |
أَجَفَّ البَحْرُ ؟ لا هذا محالٌ |
فإنَّا مَنْ جَفَا الفَهْمَ الزَّكِيَّا |
وإنَّا مَنْ جَعَلْنا الذِّكْرَ يُتْلَى |
على الأمواتِ لا مَنْ كانَ حيَّا |
وإنَّا مَنْ سلاهُ لِرَأْبِ صَدْعٍ |
قديمٍ قَدْ طَوَى الإسلامَ طيَّا |
ونَذْكُرُهُ إذا اسْتَعْصى صُداعٌ |
دُعاةُ رُقًى ولا نَدْعُو الرُّقَيَّا |
تُرَى هَلْ أصْبَحَ القرآنُ شُؤْمًا |
يُلازِمُ يَائسًا مَيْتًا بَكِيَّا |
ظَلمْنا الذِّكْرَ حتّى صاحَ خَوْفًا |
جهولٌ أسْكِتُوا هذا عَلَيَّا |
فوَاأسَفَاهُ أنْ صِرْنا لِهذا |
نَظُنُّ الشَّهْدَ شُرْبًا عَلْقَمِيَّا |
إذا هانَ الزَّمانُ فَكُلُّ عُرْفٍ |
يهونُ ويُصبحُ الدَّاني عَلِيَّا |
ومَنْ عادَى الهَواءَ يَموتُ خَنْقًا |
ويبقى ذا الهَوا صافٍ نَقِيَّا |
وإنْ خُنَّا فَدَيْنٌ في رِقابٍ |
وإنْ صُنَّا بهِ نَصِلُ الثُرَيَّا |
هُوَ النُّورُ المُنَجِّي إنْ عَضَضْنَا |
عليْهِ تَدَبُّرًا حِرْصًا وَفِيَّا |
هُوَ الشَّافي إذا الأهْوالُ حَلَّتْ |
هُناكَ هُنَا غداةً أوْعَشِيَّا |
هوَ الهادي خُطانا بَعْدَ تِيهٍ |
وليسَ لنا سِواهُ هُدًى قَوِيَّا |
أنُفْلِحُ دُونَهُ ؟ ... واللهِ هُنَّا |
إذا لَمْ نَضْوِ للقرآنِ ضَيَّا |
فليسَ لِمُسْلِمٍ عِزٌّ بِهَجْرٍ |
ولسْنا دونَ عِزِّ الذِّكْرِ شَيَّا |
إلهي قدْ شكوتُ إليكَ جُرْحي |
وما كانَ النّداءُ هُنا خَفِيَّا |
جَهَرْتُ به يُؤَمِّنُهُ مُجابٌ |
شَقِيًّا كُنْتُ مَا كُنْتُ النَّبِيَّا |
تَقَبَّلْنا بِلُطْفِكَ يا إلهي |
أَعِنَّا نَتَّخِذْهُ لَنَا وَلِيَّا |
وَنَحْيَ بِعِزِّهِ أسْيادَ أرْضٍ |
نُوَرِّثُهُ إذا غِبْنا الصَّبِيَّا |