أشباه جمل كل ما نتجمل به في ثورة الأحداث ثم تتسارع الخطى بين الرُّكبان ....لتنوخَ على أعتابِ رغباتٍ تتألّى وتتقاعس كِبرا و زهوا.... فتتباعد رغم السّير في الدّجى وطي السّفر والتّلفع بالسّهد لنلحق بالضّياء ونقطف أولَه وفورتَه .
رأيته يلملم تلابيبَ تناسلِ الضّوء منها ، خاطبته : أيا ليل انتظر! هناك أسرارٌ لم أبحْ بها . أطمع في سترها بين دياجيك فلمَ العجل ؟! أسدل أهدابه والتفت نحو المشرق يحدوه الأملُ ويعلوه السّديمُ .كان الضّياءُ يقف بين مصير الوجود والعدم يتهادى بين الأفلاك على وجل . والقمر شريك للظلماء لا يغيب ... و في عزف الموج سلوى لمن أنصت للحن الوجود . و الأرض تتأهب للمخاض ولزمن الحصاد .
أتكئ على صخرة تكسّرت عليها أمواجُ ذكرياته ، و أخذ ينشدُها طارقاً السّماءَ ، مُناجياً السّحَر ، فتلاشى الظلامُ و تبدّد الغسقُ و أخذ يذوي في صمت . لم تشيّعه تراتيلُ الرّحيل . كيف به وقد تساقطت أنجمٌ تحت قدميه من وقع لحنه ، و كأنّي به لم يرَها ، فقد أفل قبل أن يجرّبَ السّير بين سنابِكها الفضية و كأنّي به يراقص زُحلَ بعيداً في الفضاء.... ثم تعالت تسابيح الطّيور وتنفس الصّبح. و أتت الشّمس تختال بين الأوتاد بتؤدةٍ و خيلاء تزفّها ساجعات الطيور خماصاً ، وها أنذا مع بقية المنتظرين أتحرّى أسرابَها لتروح بِطاناً يقودها سيّدُ الشفق.