موقع أيوب المزين: www.ayoub2020.fr.fm
بريد أيوب المزين: ayoubelmouzaine@hotmail.com
شهرزاد: حدثتني في الليلة الماضية, يا مولاي, عن ما ستفعله من إصلاحات في طريقة تعاملك مع الشعب, وقلت أنك ستجعله ينتقي الوزراء ويعزلهم حسب رغبته ومصلحته
شهريار: نعم, وأنت السبب يا صاحبة القصص الحكيمة, أنت من غير أفكاري وقربني من شعبي أكثر من ذي قبل.
شهرزاد: ألا ترى أنك قد تسرعت في اتخاذ قصصي الخيالية منطلق منهجك الجديد في الحكم؟
شهريار: على العكس يا عزيزتي, فما حكيته خلال الألف ليلة السابقة لهو عين العقل وتمام الصواب.
شهرزاد: تريد أن تقول: أخطأ الحاكم شهريار بجلال قدره وحنكة تجربته وأصابت فتاة طائشة لا تعرف من الحياة شيئاً؟
شهريار: أحس في كلامك رفضاً لما أود أن أقرره؟
شهرزاد: عفواً, يا مولاي, لكن؟!...؟
شهريار: لكن ماذا؟ تكلمي, قلي ما عندك بعد أن تنفض عنه الغبار فأنت تعرفين أنني لا أحب الغموض.
شهرزاد: سمعت أخباراً !!
شهرزاد: من أي نوع؟
شهرزاد: يذاع ويشاع أن في غرب الدنيا مملكة تعلمت فتطورت وتوسعت فتجبرت. يحكمها رجال يؤمنون بقضيتهم ويكرهون من يؤمن بقضيته.
شهريار: وكيف علمت بهذه التغيرات؟
شهرزاد: نسيت أن أخبرك يا صاحب الفخامة أن لي طائراً يحلق في كل العالم وربما يكون أنفع من قواد جيشك وما إلى ذلك من عيون صغيرة تزرعها في البلد لتأتيك بالأخبار.
شهريار: لا يهمني هذا الطائر بقدر ما تهمني المعلومات التي سيجلبها...
شهرزاد: مهما كانت هذه المعلومات؟
شهريار: ماذا تقصدين دون التفاف؟
شهرزاد: إن هذه الإمبراطوية تمس أمنك وسلامتك دولتك, خصوصاً مع إقبالك على إحداث صلح مع الفئات الشعبية.
شهريار: وما الغريب في الأمر؟ حاكم أفاق من غفلته وفطن لثغراته.
شهرزاد: وهنا يكمن الخطر, لأن "أرميكا" تسعى إلى ضم الشبر الصغير في هذه الأرض السعيدة بأية طريقة, فلو كان عندك نزاع مع شعبك دعمت المعارضين بالمال والسلاح, وإن لم يكن افتعلته لتسقط عرشك وتقيم مكانه واحداً لنفسها.
شهريار: من رئيس هؤلاء؟ وما أصله؟
شهرزاد: اسمه "وبش" ويزعم أنه من أحفاد رعاة البقر أو ربما من أحفاد الأبقار أنفسها.
شهريار: أهو إنسان أم حيوان؟ أم حورية بحر؟
شهرزاد: له شكل الآدميين وعقل الحيوانات. فماذا ترى الأسد فاعلاً أمام قطان غزلان تضرب الأرض ركضاً أمامه؟
شهريار: بالطبع سيلاحقها فينهش اليوم واحدة وغداً أخرى, وهكذا إلى أن ينهي القطيع. هذا ما تعلمته منك.
شهرزاد: ما شاء الله على فهمك وفطنتك, وهذا ما سيفعله "وبش" بنا.
شهريار: ماذا؟!, ليست له الجرأة أن يهاجمني, فأنا الزعيم الثوري وأنا القائد الأعظم وأنا... وأنا...
شهرزاد: يبدو أنه يغيب عن علم سيدي أن هذا القوي قد ضم جل البلدان التي كان يحكمها فرسان أشداء, ومن بينها جزيرة "كنعان" وبلاد المسماريين والآشوريين وحتى جزيرة "الخريبنطي". ولقد كان هؤلاء – مع احترمي لشخصك مولاي- يعملون بجد ويبنون ويشيدون في الوقت الذي كنت تستبيح دماء شعبك وتضيع شباب الفتيات العذراوات في سبيل نشوة زائلة.
شهريار: وها أنا أطلب الصلح !.
شهرزاد: صلحك مع الشعب لن ينجح الآن, فحاول عقد اتفاقات مع جيراننا بعد أن تعرض عليهم الموضوع وتظهر لهم ما فيه من خطورة.
شهريار: اقتراح في محله.
صاح الديك وطلع الصباح وكف العرب عن الكلام المباح وغير المباح