|
هَلاّ اكتَفَيْتَ مِنَ القَصائِدِ بالغَزَلْ |
|
|
وَشَرَحْتَ ما أَحْيا الغَرامُ وما قَتَلْ |
وغَرَفْتَ مِنْ خَمْرِ المحَاسِنِ والهَوَى |
|
|
وغَرِقْتَ في بَحْرِ اللَّواعِجِ والقُبَلْ |
وتَرَكْتَ لِلأَوْطانِ غَضْبَةَ ثائِرٍ |
|
|
جَفَّتْ بُحُورُكَ حِينَ أَرْعَدَ بالزَّجَلْ |
مُتَأَجِّجَ الخَدَّيْنِ لا مُتَوَرِّدًا |
|
|
مِنْ فَوْرَةٍ تَغْلِي بِهِ لا مِنْ خَجَلْ |
مُتَفَصِّدًا مَاءَ البَراءةِ خَافِقَ الْـ |
|
|
جَنْبِ المَهيضِ عَزيمةً لا مِنْ وَجَلْ |
تَجْري الرِّياحُ بِصَوْتِهِ وكَأَنَّما |
|
|
قَدْ سُخِّرَتْ لِتُطِيعَهُ حَيْثُ ارْتَحَلْ |
فَتُصِيبُ مِنْ مُضَغِ القُلوبِ شِغافَها |
|
|
فَإذَا بِجُرْحِ القَلْبِ باِلصَّوْبِ انْدَمَلْ |
الله َ ما أَحْلاكِ يا حُرِّيـَّتي |
|
|
لا أَرْتَضِي ما عِشْتُ عَيْشَ المُعْتَقَلْ |
مُتَرَبِّصٌ بالموتِ يَهْتِفُ ساخِرًا |
|
|
يا مَوْتُ أَقْبِلْ بَعْدَ يَوْمي لَنْ أُذَلْ |
في حَالِهِ ومَقالِهِ صِدْقُ البَيا |
|
|
نِ وَجِدُّهُ لا كِذْبَ فيهِ ولا هَزَلْ |
فإِذا لَهُ بالحَقِّ أَوْفَتْ وَعْدَها |
|
|
لَعِقَ الشَّهادَةَ عاشِقًا لَعْقَ العَسَلْ |
فتَرى الجَمَالَ إذا تَبَسَّمَ ثَغْرُهُ |
|
|
وتَرى المَلاحَةَ إنْ تَأَمَّلْتَ المُقَلْ |
يَتَسابَقُ الأَصْحابُ حِينَ زِفَافِهِ |
|
|
كُلٌّ يُريدُ مِنَ الدِّماءِ المُغْتَسَلْ |
سالَتْ عَلَى مِزَقِ القَميصِ وطَرَّزَتْ |
|
|
جَنَباتِهِ فَغَدا بها أَحْلَى الحُلَلْ |
لِعَرُوسِهِ يُسْرَى بِهِ في زِيِّهِ |
|
|
ما أَبْدَعَ الحِنَّاءَ في جِيدِ البَطَلْ |
يا عَيْنُ لا تَبْكي الشَّهيدَ فَرُوحُهُ |
|
|
نَالَتْ أَقَاصِيَّ الأَماني والأَمَلْ |
وابْكي لِحَوْبَةِ شَاعِرٍ مُتَفَيْهِقٍ |
|
|
بَذَلَ البَدائِعَ والمَعانيَ والجُمَلْ |
مَلَّتْ قَوافِيَهُ القُلوبُ وقَبْلَها الْـ |
|
|
آذانُ تَمْلَؤُها القَوافي بِالمَلَلْ |
يا أُمَّتي إِنَّ البَيانَ لِثَائِرٍ |
|
|
لا شَاعِرٍ بِالوَزْنِ والسَجْعِ اشْتَغَلْ |
فاخْطِي خُطَاهُ وَرَدِّدِي أَلْفاظَهُ |
|
|
وامْضِي بِهَدْيِ النُّورِ مِنْ فَوْقِ الجَبَلْ |
ودَعِي مَقَالِي واهْجُرِي أُنْشُودَتِي |
|
|
لَبِّي نِداءَ الحَقِّ في سَاحِ العَمَلْ |
إِنِّي لإِمْلاقِي وَأَدْتُ قَصِيدَتي |
|
|
وَزَهِدْتُ في جَمَلِ القَرِيضِ وما حَمَلْ |