مرثيةالى روح الشهيد
الشاعرجاسم الدليمي
مازن عبد الجبار
خاسرٌ قولي وفعلي أبدا
وكياني خاسرٌ خيرَ العتادِ
خطوتي تمشي على غير هدى
أنا في وادٍ وأحلامي بوادي
دمعتي تجري ..تلفَّتُّ فما
من مواسٍ لي بصحوٍ أو رقاد
في دروبِ التيهِ ولَّى نفرٌ
يلمسون النبضَ في قلبِ الجماد
أبتغي النصرَ أنا من زمنٍ
هو مهزومٌ أمامي في الطراد
إنَّ حظي هو دوما في انتقاصٍ
وجراحي كالأعادي في ازدياد
وكساني قربُ أعدائيَ ما
بُعدُ أحبابي كساني من حداد
في متاهاتِ دروبي صارخاً
أطلبُ الحقَّ كمهووسٍ ينادي
قف بقربي يا صديقي فأنا
لحديثٍ منكَ مشتاقُ الفؤاد
آهِ يا جاسمُ إنْ تُغمدْ فلن
تُغمَدَنَّ الدهرَ أسيافُ ودادي
لن يعزَّ العلمُ إلا عندما
تبصرُ الشعرَ عزيزاً في البلاد
أيها السبّّّّاقُ حتى بالردى
قد تقدَّمْتَ خطانا في الطراد
بيت شعرٍ منك أمسى حكماً
للنجومِ الغُرِّ في أرضِ السَّواد
في جراحاتي قروحٌ كُثُرٌ
أنت قد كنتَ لها خيرَ ضِماد
ما مدحتُ اليوم إلا منصفاً
وقبولُ الحقِّ لطمٌ للحياد
أقفرتْ بعدَكَ حتى دِيَمِي
وشحيحٌ ماؤُها كلُّ البوادي
أيها المصلحُ أحوالي غَدَت
بعدك اليومَ فساداً في فَساد
زمرةُ الأشرارِ تَعدو خَبَباً
تحت أكياسِ العطايا كالجياد
صار بيت الشعر مأوى السفها
رحمة الله على باقي العباد
ما حسبت الخطب أن يهزمني
أبدا .. والمجد صعب في القياد
كيف يخشى من مَلَت قبضتَه
جمراتُ الدهر من لمسِ الرماد
بَيَّتُوا سحقَكَ لمّا وجدوا
خطراً يمضي إليهم باطِّراد
ما لنا عن عزةٍ من حِوَلٍ
إن بدونا قربها أو في ابتعاد
تهتُمُ في الغيِّ تيهًا .. رجعةٌ
لسبيل الحق خيرٌ من تمادي
سوف لن تُحترمَ الحكمةُ ما
سلعةً كانت بأكياسِ المزاد
خضتها مجتهدا يا ماجدا
وهوى الأمجاد حالاتُ اجتهاد
قد تفاداكَ الردى لَوْ أنه
كان يجدي في الردى أيُّ تفادي
ما حسبتُ الدهر أن ينصفَ مَن
راح يَسعى فيه من غيرِ جهاد