|
( لكل داء دواء يســــــــتطب به |
إلا الحماقة أعيت من يداويها ) |
فربمـا أبـْصَـَرتْ عَيـنٌ إذا فقِئَــتْ |
وذو الحمَــاقةِ يُفني عُمـرهُ فيها |
مُستثْقلًا يَومًا الإبْصارَ عن كَثَبٍ |
حُمْقًا لكي لا يَرى يَومًا دَرَاريها |
في(الحُولَةِ) انْطَلقَتْ فيها نَوَازِعُهُمْ |
عَاثَتْ فسَـــادًا و قتْلُا في مَغَانيها |
تَأْبَى الوُحُوشُ التي في الغَابِ مَا فعلوا |
و تًنْتًحي خَجـلًا , تُغْشـي مَآقيهـا |
أفْعــالُهمْ كُتِبَتْ نَزْفًـا على جَسَــدٍ |
إبـْـليس ُينكُـُرهـا , زَادتْهمُ تيها |
ذي نَزْعةٌ أَمْكَنَتْ فِيهِمْ بَراثِنُهَا |
حبُ الدماءِ و خَوضٌ في سَوَاقيها |
شَرُّ الدَّوَابِ هُمُ (شَبِّيحَةٌ) سَفَكُوا |
دماءَ إخْوتِنا والوَحْشُ جَابيها |
طُغيانُهُمْ ما مَحَا آثارُهُ زَمَنٌ |
فاسْألْ حَمَاةَ عَنْ الآلامِ تَحْكِيها |
(هولاكُ) لَو عَينُهُ مَا أجْرَمُوا لَمَحَتْ |
رَأيْتَهُ بَاكِيًا من فُحْشِ جَانِيها |
لا خوفَ يمْنعُهُمْ لا دينَ يردَعُهُمْ |
أدْنى الخَلائِقِ هُمُ ، اِسْمًا وتَشْبيها |
أينَ الحُماةُ و أينَ الصَّحبُ يا وطَنًا |
تَبْكِيهِ آصرَةٌ غَابَتْ مَعَانيها ؟ |
نَحنُ الأُباةُ و لا نَخْشى الرَّدَى أبدًا |
وهَاكَ يا أيُّها المَعْتوهُ تنْبيها : |
لمَّا أبَيْنا الهَـوانَ اخْتَرْتهَا حِمَمًا |
ومِنْ نَـجيعِ الــوَرَى يا وغْدُ تُذْكيها |
اضْـرِبْ فللبَاطِلِ المَدْمُوغ جولَـــتُهُ |
قَد لَوَّحَـتْ وعلى البَاغِـينَ تاليها |
اضْـرِبْ فَلَا نَامَـت الْأَبـْـطَالُ أَعْيُنُهَا |
إِلَّا رأتْكَ على الأعْوادِ مُحنيها |
واقْتلْ ففي الجَامِعِ المكْلـومِ محْكمَةٌ |
أسَّــــتْ لحَتــــفِكَ في ( ذرعات ) قَاضِيها |
ثارات ُحِمْصَ الفِدَا قد أنذَرَتْكَ رَدىً |
نذْرًا أتَتْكَ فلا إرْهَابَ يُثْنِيها |
مِن إدلبَ انْتفضَتْ كَالنَّاشِطاتِ هُدىً |
أبْطَالُها وسَعَتْ للشَّامِ تَفْديها |
واللاذِقيَّةُ رَفَّتْ فِي شَواطِئِها |
رايَاتُهُ النَّصْرُ يا بَانياسُ عَلِّيهَا |
وفي حَماةَ حُمَاةُ المَجْدِ مَافتئَتْ |
أرْوَاحَهَا زُمَرًا للزَّحفِ تُهديها |
و الشَّامُ إذْ خَرجَتْ ضَجّ الهتَافُ بِها |
و أسْمعَتْ مُدُنًا صَاحَت : أُفدِّيها |
يا حُرُّ يَا أمَلًا نَشْتاقُ صَوْلَتَهُ |
قُمْ ، أنتَ حينَ تَئِنُّ الأرضُ حَامِيها |
حَطِّمْ قُيودَكَ لا تَأبَهْ لصَولتِهِمْ |
هذي الجَحَافلُ أنتَ اليومَ مُرْدِيها |
والشَّامُ تَدعوكَ للثَّاراتِ أنْتَ هنا |
نَسْرٌ يًحلِّقُ بالأمْجَادِ يُحْييها |
إنْ أرْهبوكَ بموتٍ فالحَياةُ لِمَنْ |
يسْعى إلى المَوتِ في أسْمَى مَجَالِيها |
أهُوَ المُميتُ إذا جَاءَتْ جحَافِلُهُ؟ |
هلْ تدَّعونَ لغَيرِ الله تَألِيها؟ |
لا مَوتَ إلا بوْعْدِ اللهِ قدَّرَهُ |
إنْ تَأْتِ ساعَتُهُ فالرُّوحَ يَجْنيها |
أجْمِلْ بها مِيتةً فيها شَهادَتُنا |
أرْوَاحُنا عَلِقَتْ في عَرْشِ بَاريها |
في جَنَّةٍ عَرْضُهَا ماشَاءَ مُنْشِئُها |
رِضْوانُ رَبِّي خِتامٌ في مَراقِيها |
أمَّا الجُناةُ , ففِي الِّنيرانِ مَوعِدُها |
تَرجُـــو فَنَـــاءً ولا مَوتٌ يُمنِّيها |
يَرْجونَ أنْ نَحْرِفَ الأنْهَارَ نَحْوهُمُ |
هَيْهاتَ هَيْهاتَ أنْ تَرضَى مَجَاريها |
فَيَالِقُ الثَّورةِ الغَرَّاءِ مَاضِيَةٌ |
والَّنصْرُ بالصَّبْرِ والمَولَى يُلَبِّيها |
مَلائِكُ الحَقِّ للعَلياءِ تَرفَعُ مَنْ |
يَرجو الشَّهادَةَ، حُمَّى المَوتِ يَأتِيها |
ذي مَلْحَماتُ شُعوبٍ باتَ يَسْطُرُها |
أحْرارُ أمَّتِنَا والمَجْدُ يَروِيها |