أنا والسراب
***
قالت : بالله عليك
أريد أن أكون رفيقتك
فمن أنت...؟
***
أنا يا سيدتي
عاشق عشقت السراب
جئت عبر طريق طويل
تارة كنت امشي
وتارة أكبو بعد الكبوة
أتعبتني الأيام والسنين
وأتعبتني أشباه النسوة
خطواتي كلها كانت فاشلة
وكل مرة كنت أخطو
تتعثر خطوتي
***
أنا ذنبي ..سيدتي
أني حملت قلبا رهيفا
فجر علي الكثير
حتى تمنيت لو كان مثل الصخر في القسوة
ما كان حبي عشق في اللذة
ولا سلبتني مفاتن النساء
أو ركعت يوم للشهوة
ما كنت عابر سرير
في أحضان النزوة
***
أنا يا سيدتي
ما تسلقت المناصب بالكذب
ما اختلست أموال الحرام
ولا تعاطيت الرشوة في الظلام
فكان حضي أن أكون مهمشا
بين قوم أحبو الرداءة
وكرهو التقاة والتقوة
***
أنا يا سيدتي
إنسان بسيط ومتواضع
مسامح يكره الفتن
وإذا تقاتل الإخوان يوم
هربت لجحري بجلدتي
وأبكيهم في خلوتي
***
أنا ياسيدتي
من كانت ثقتي في الحب كبيرة
وكل مرة فتحت فيها قلبي
طعنوه بالمكر....والخداع....والجفوة
فأغلقت الأبواب وسكنت صمتي
وعلى من أرادت أن تكون رفيقتي
أن تقرا بكل إمعان قصتي
وتغزل خيمة
من صوف قصيدتي.
****************************************
شاردة الأجفان***
إن غاب أو حضر
إن غضب أو فرح
إن بعد أو قرب
وسألتم ما به ؟
فاسألوا شاردة الاجفان...
إني أعلم كل صغيرة وكبيرة من حياته
إيه مسكين...
انه يعاني من نقص في الحنان
يبحث عن زهرة غابت عنه
كانت تزين له الجنان
دارت عليه دوائر الزمان
تداولت عليه السنين والنسوان
قسمت ظهره الخيانة
وهو الآن يشكو من غربة والحرمان
وبالتهميش والإقصاء ضاق عليه المكان
***
أنا التي أيقظته من سباته
وفجرت حبره في حياته
أنا من أغرقته البحر
وان انتشلوه يوم
سأكون أنا من انتشلته
وان نجى يوم
سيكون على يدي نجاته
أنا التي أدخلته عالم الجنون
أنا التي ألبسته لباس والوساوس والظنون
وبدوني ...لا ...لن يكون
أنا من أطلقت لقلمه العنان
أنا الإعصار
أنا البركان
أنا من غيرت مجرى حياته
عندما خيبت أمنياته
أدخلته غابة الكلمات
واختفيت فجأة في الطبيعة
ليبحث عني في كل الجهات
وأنا اقرب إليه مما يكون
أرقبه من خلف الستار
واستر الدمعات
أبعثر مشاعري عبر الأثير
بين الموجات
ابلع الآهات
أتجرع اللحظات
خطوة إلى الأمام
خطوة إلى الوراء
مترددة أنا إلى متى..؟
ولم يبق من العمر إلا القليل .
***
سراب
شاردة الأجفان