هابيل وقابيل - الجزء الثامن.*
ألليلة الأولى بعد أنقضاء يوم الشكر
.......................................
يَصحو على ابتسامةٍ كالجمر
فيعرِفه، وينظر السَماء
صافية، سوى مَطالع النجومِ ترمقه
والضِحكة الصفراء
...
الأرضُ في أتساعها المهيب، تضيّقُ في عينيه
يُطلّ من عليّة الغروب
والشمسُ أذ تؤوب , كَكل يوم
لمخدع الشفق
فَتسكن الأحياءُ .. تَستريح
وتَهجعُ الحياة
سواهُ جالساً يلوب
عيناهُ لا تنام ... وقلبهُ المريب
أهاكذا ... ؟
أجالسُ النجومَ والذئابْ، وَوحدتي
وذا هابيلُ في مغارته وزوجَته
سأقتُله
فَيبتسم ... أبليسُ في دمه
ساخراً، أتستطيع!؟
نَعمْ، سأقتُله
فلتقتُله
فأنت ميتُ، ألستَ ميتاً!؟
ْيُجيبهُ: نَعم
وماَ جزاءُ القَتلِ!؟ غيرَ القتلِ يا قابيل
أتستطيع!؟
نَعمْ، سأقتُله
وتُرجِع الحياة في عينَيكْ، تُشعُ من جَديد
وتُرجعُ الأمل، وتُرجعُ القطيع
ْنَعمْ، وآه أيما نَعم
سأقتُله
فَهُشّ يا قابيل جَذوَتك
شُدَ هامتك، أقتُلهَ
فَتنثَني أليكَ زوجَتكَ، كنبتتةٍ تَميلُ نَحوَ الضْوء
سُلّ مديتك، سُلّ مديتك، ولاَ تقُل: ورُبما
وقُل: أخي الذي سأذبحُه
أخي الذي قتل
أخي الذي سرق
وآه يا أخيك، فسلّ مديتك
وأينَ ذا أقليمةَ العروسِ يا قابيل!؟
يُطعِمها هابيل، وتُطعمه!؟
وأينَ ذا قابيلُ!؟ يا قابيل
يُجالس الذئابَ والنجومْ، وحَسرَتُه
فَسُلّ مديتَك
...
الجزء الثامن: هو نهاية الفصل الأول من ملحمة هابيل وقابيل*