أأعزي نفسي..أم أعزيك..؟؟
زياد جيوسي
بالأمس صباحا كان يسكنني كسل غريب, لم أقرأ صحيفتي الصباحية, لم أحتسي فنجان قهوتي, لم أدخن لفافة تبغي, وقفت إلى النافذة استشعر النسمات الصباحية الباردة, أرقب سماء رام الله المشبع بالغيوم, وقليل من أشعة الشمس تتسلل من بين ثناياها, أرقب حمامات اعتادت تناول حبات القمح انثرها لها على النافذة بين أصص الأزهار وحوض النعناع, تذكرت صديقي الفنان التشكيلي مروان العلان..تناولت هاتفي واتصلت بك...ما أن سمعت صوتك حتى قلت لك ؟؟ أما زلت على قيد الحياة يا صديقي ؟؟
قلت لي..أقرأت صحف اليوم ؟؟ لا لم أقرأها فلا رغبة لي بتكرار الهموم التي بثتها الفضائيات بنفسي طوال الليل..هل هناك شيء جديد لك ؟؟ هل لك مقالة جديدة تفتح بها النار على آخرين كعادة معاركك مع الجميع ؟؟ هل هناك من افتتح اليوم بشتمك ثأرا لهجمة من هجماتك..؟؟؟
قلت بحزن.. لا..توفيت أم نبيل..توفيت الوالدة..ولم أراها منذ سنوات..
أصبتني بصدمة البعد والشتات..قلت..ليرحمها الله..هذا قدرنا بالشتات الفلسطيني وأنا وأنت جزءا من هذه الحالة..نحيا على أمل أن نرى أخواتنا وأمهاتنا وأبنائنا في المنافي والشتات, ولا نجد إمامنا الا أخبار تتسلل إلينا عبر الهواتف..لقد فقدتم حبيبا آخر..فقدر علينا أن نكون رهناء الوطن وقدر عليهم أن يكونوا رهناء المنافي..
ليرحمك الله يا أم الجميع..ليرحمك الله يا أم المناضلين..لتكن الجنة مثواك أيتها المجاهدة العظيمة..لك في قلوبنا دوما عبق العطر والمحبة, أنت يا من قضيتي زهرة شبابك تتنقلين بين المعتقلات تزورين أبنائك الرائعين, لم يمنعك هجير صيف ولا زمهرير شتاء..
لم تكوني فقط أما لأبن من أبناؤك الذين قدموا زهرة شبابهم للوطن والمبدأ, كنت أما لنا جميعا..فمن لا أم له كنت له أما, ومن له أم كنت له الأم الثانية..
فالعزاء لأبنائك من بعدك نبيل, مروان, محمد, يوسف, جمال, رفعت, عمر, خالد, إحسان, الهام, ميرندا..والعزاء لنا جميعاابناؤك الكثر الذين تجاوزوا المئات..
سلام لروحك المفعمة بالحنين للوطن..وجروح المنافي..غصن لوز أخضر..زيتونة..باقة ياسمين..لروحك..يا أمنا..يا أم الجميع..
رام الله \ فلسطين
24\ 5 \ 2005
http://groups.yahoo.com/group/RAMALLAH-ARTS/
ziad_willcome@yahoo.com