السّلام عليكم أخي وشاعرنا المميّز الأستاذ سمير
أعتذر لتأخري عن قراءة هذه اللّوحة الشّعريّة
فَــيَـــا وَاحَـــــةَ الأُنْـــــسِ الــتِـــي طَـــــابَ نَـشْــرُهَــا = وَيَـــــــا رَاحَـــــــةَ الــنَّـــفْـــسِ الــــتِــــي لَــــــــمْ تَــــرَقْــــرَقِ
مَـــقَـــامُــــكِ فِــــــــــي قَـــلْــــبِــــي مُـــنِــــيــــفٌ مُـــــقَــــــدَّمٌ = وَقَـــــدْرُكِ عِــنْـــدِي فِـــــي الـــــوَرَى تَـــــاجُ مَـــفْـــرِقِ
وَحِــسُّــكِ دِفْءُ الــــرُّوحِ فِــــي رَجْــفَــةِ الــمَـــدَى = وَحُـسْــنُــكِ يُـنْـبُــوعِــي الــــــذِي مِـــنْـــهُ أَسْــتَــقِــي
وَمَـنْــحُــكِ أَنْـــــدَى الـنَّــفْــسَ مِـــــنْ غَــيـــرِ مِــنَّـــةٍ = وَبَـــوْحُــــكِ نَـــفْــــحُ الـــــــوَرْدِ فِـــــــي دَوْحِ جِـــلَّــــقِ
روعة الوصف تجلّت في تعداد ميزات الواحة التي تضفي على النّفس الطّمأنينة والدّفء والأنس ...
والقمّة في كونها ينبوعا، فالينبوع ماء متدفّق يرمز للحياة والعطاء والخصب
فَــــــيَــــــا لِــــطَــــرِيــــحٍ قَــــلْــــبُــــهُ فِـــــــــــــي زُجَــــــاجَـــــــةٍ = وَيَـــــــــــا لِـــضَــــرِيــــحٍ لِـــــلــــــذِي لَـــــــــــمْ يُــــــصَــــــدِّقِ
أَبُـــــــــثُّ إِلَـــــــــى الأَيَّـــــــــامِ وَجْــــــــــدِي وَلَـــوْعَـــتِــــي = وَأَنْـــــفُـــــثُ فِــــــــــي الأَوْهَــــــــــامِ إِلْـــــهَـــــامَ مُـــخْـــفِــــقِ
وَأَبْــحَــثُ فِــــي الأَحْــــلامِ عَــــنْ صَــفْــوِ بَـهْــجَــةٍ = وَمَــــــا كُـــنْـــتُ أَلْــقَــاهَــا إِلَــــــى حِـــيـــن نَـلْـتَــقِــي
من كان قلبه في زجاجة لا أظنّ أن هذه الزّجاجة تسمح بتدفّق الخير منها والإبداع للآخرين!
وستلقى الصّفو دائما إن شاء الله وسلامة قلبك
سَأَطْوِي كِتَابَ الشَّوْقِ مَا اسْطَاعَ خَافِقِي = وَأَحْــفَـــظُ بِـالــذِّكْــرَى عَــلَـــى الــدَّهْـــرِ مَـوْثِــقِــي
وَدَاعًـــــا بِـطَــعْــمِ الــجُـــرْحِ يَـــــا بَـلْــسَــمَ الــنَّـــدَى = يَــــــئِــــــنُّ لَــــــــــــهُ نَــــــــــــوْحُ الــــحَــــمَــــامِ الــــمُــــطَـــــوَّقِ
وَدَاعًــــــــا وَمَــــــــا فِـــــــــي الـــنَّـــفْـــسِ إِلا صَـــبَـــابَـــةٌ = وَدَعْــــــــــــــوَةُ مَــــلْـــــهُـــــوفٍ بِــــعَـــــيْـــــشٍ مُـــــــوَفَّــــــــقِ
اسمح لنا برفض طيّ كتاب شوقك ولن نقبل بالوداع! كيف يمكن توديع الذأت التي أغدقت على الآخرين أكثر من نفسها؟
فَـــــــإِنَّ الـــــــذِي يَـــهْــــوَى يُــضَـــحَّـــي بــسَـــعْـــدِهِ = وَيَـــدْفَــــعُ عَــنْــهَـــا الـــهَــــمَّ فِــــــــي كُــــــــلِّ مَــــــــأْزَقِ
أليس من حقّ من يهوى أن يسعد بمشاعره؟ لا ضير إن كان الإنسان أنانيّا لمرّة وأعطى نفسه حقّها دون تنازل ... واعذر اعتراضي فنحن نظلم أنفسنا كثيرا...
وِمَــنْ يَـطْـرُقِ الـلـذَّاتِ يَصْـخَـبْ إِذَا مَـضَــتْ = ومَـــــنْ يَــصْـــدُقِ الإِحْــسَـــاسَ يُــكْـــرِمْ ويَــرْفُـــقِ
وَمَـــــا الـسَّــعْــدُ إِلا فِـــــي الــفَـــرَاغِ مِـــــنَ الـــهَـــوَى = إِذَا كَـــــانَ قَـــلْـــبٌ بَـــعْـــدَ ذَلِــــــكَ قَــــــدْ بَـــقِـــي
حكمتان رائعتان
لا فضّ فوك شاعرنا لكن أثقلت علينا وعليك بمشاعر الغربة هذه ...
الغربة كلمة صعبة أجد في غينها غولا يكاد يفترسني
وراؤها ريح تعصف بلطف القلوب وتقعدها على حمم الشّوق لما يتعذّر الوصول إليه
باؤها برد يضرب صولجان صقيعة دفء العظام
تاؤها توق يزيد من تقوّس عظام الصّدر لتلهّف احتضان من وما نشتاقه
خفّف الله عن قلبك كلّ ما يثقل عليه
تقديري وتحيّتي