|
خُذْنِي إِلَيْكَ , عُيُونُ الحَيِّ تَرْمُقُنِي |
وَفِطْرَةٌ فِي حَنَايَا القَلْبِ تُحْرِقُنِي |
لَوْلَاكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي وَهْيَ رَاغِبَةٌ |
وَخُنْتُ وَهْوَ رَقِيقٌ لَاهِبٌ بَدَنِي |
وَطُفْتُ مُخَتَالَةً بَالحُسْنِ آَنِسَةً |
وَسِرْتُ حَيْثُ يَسِيرُ الأُنْسُ فِي زَمَنِي |
عَذْرَاءُ ثَيَّبْتَ بِالإغْرَاءِ مُهْجَتَهَا |
بَيْضَاءُ أَدْجَيْتَ فِيها القَلْبَ بِالحَزَنِ |
خُذْنِي إِلَيْكَ كَيَانًا صِرْتَ سَيِّدَهُ |
يَا سَاكِنَ القَلْبِ أَسْكِنْ فَاقِدَ السَّكَنِ |
لَكَ المَشَاعِرُ أَوْتَارٌ تُدَنْدِنُهَا |
بِرِيشَةِ الصَّدِّ تُغْفِي كُلَّ ذِي أُذُنِ |
أَمَا لِأُذْنِكِ مِنْ قَلْبٍ يُحَسِّسُهُ! |
بِوَجْدِ مَنْ أَفْعَمَتْ " أَهْوَاكَ " بِاللَّحَنِ |
هَوَايَ فِيكَ صَرِيحٌ لَسْتَ تَجْهَلُهُ |
عَفْوِيُّ فَصْحٍ يَغََّذِي ذَوْقَ ذِي فِطَنِ |
يَكَادُ يُسْمَعُ سِرًّا مِنْ تَصَهُّرِهِ |
والحُبُّ فِي السِّرِّ أقَسْى مِنْهُ فِي العَلَنِ |
لَوْلَا الحَيَاءُ لَأَوْهَى خَافِقِي وَجَرَى |
كَمَا البَرَاكِينِ إِصِهَارًا مِنَ القُنَنِ |
أَ نَظْرَةٌ مِنْكَ تُحْيِينِي بَلَا وَطَنٍ! |
وَخَطْوَةٌ مِنْكَ تُرْدِينِي بَلَا كَفَنِ! |
وَأَنْتَ حُرُّ الخُطَى فِي خَاطِرِي أَلَمٌ |
أَثْمَلْتَ عُمْرَكَ فِي لَهْوٍ وَمِنْ دَدَنِ |
يَطِيبُ نَوْمُكَ لَا طَابَتْ مَوَانِعُهُ |
عَيْنَايَ طَيْفُكَ عَنْهَا مَانِعُ الوَسَنِ |
أَشْقَيْتَنِي حُرَقًا سَوَّقْتَهَا مُهَجًا |
يَا جَاهِلَ الحُبِّ قَدْ عَظَّمْتَ بِي شَجَنِي |
أَكُنْتُ هَيْفَاءَ مَا اسْتَبْيَنْتْ قَامَتَهَا! |
وَأَنْتَ "بَنْدَرُ" إِذْ تَرْسُو بِهِ سُفُنِي |
مَا العِطْرُ تَنْثُرُهُ مَا الحَيُّ تَعْبُرُهُ |
إِلَا "عَرِيْسًا" يُنَادِينِي أَلَا احْتَضِنِي |
مَا الكِبْرِيَاءُ وثَوبُ الزْهَوِ تَلبَسُهُ |
إِلَا مَضَايِقَ فِيهَا أَنْتَ مُمْتَحِنِي |
حَيَّرْتَنِي يَا فَتَى الحَيِّ الَّذِي خَفَقَتْ |
لَهُ الجَوَارِحُ كَالأَطْيَارِ لِلْغُصُنِ |
سَلَبْتَنِي الصَبْرَ وَالأَشْوَاقُ جَامِحَةٌ |
آوَيْتَنِي الشَجْوَ بِالدَّمْعِ السَّخِي الهَتِنِ |
قَلِيبُ مَرْآكَ فِي عُمْقٍ وَفَي ظُلَمٍ |
هَوَيْتُ فِي قَاعِهِ بِالدَّلْوِ وَالشَّطَنِ |
فأَيْنَ مَاؤُكَ يُبْقِينِي عَلَى رَمَقٍ |
بَلْ أَيْنَ وَارِدُهُ لَوْ كَانَ يُسْعِفُنِي |