|
عشرون عاما في أسى الأحزانِ |
أحيا حياتي في جوى الأشجانِ |
من بعد موتك في الشجون أعاني |
يا شمس عمري يا ضياء جَنَاني |
يا روض دهري المزهر البستانِ |
يا روح قلبي يا سنا وجداني |
منذ ارتحلت إلى جوار المرتجى |
رب الوجود الواحد الديانِ |
بث الفؤاد على الدوام دعاءه |
لله يرجو رحمة الرحمنِ |
ويقول يا ربَ الخلائق : والدي |
أدخله فردوس الهنا بجنانِ |
وأنله في روض النعيم منازلا |
بجوار ( أحمد ) أكرم الجيرانِ |
وجوار أم المؤمنين (خديجة) |
وجوار زهرا التبر والعقيانِ |
في عز روضات السلام برغدها |
يحيا بها الكرارُ و(الحسنانِ) |
والأم (عائشة) الضياء بنضرة |
بالخلد يهنى في صفا وأمانِ |
عشرون عاما يا أبي في طيها |
عشتُ الفراقَ تضمك العينانِ |
والقلبُ والوجدان والروح التي |
تهفو لطيفك طيلةَ الأزمانِ |
وتبوح بالوجد الدفين وما حوت |
نفسي من الآلام والأحزانِ |
وتؤم بستان التَّذكر ما أرى |
إلا ضياءك مشرقا بكياني |
وحديث ذكراك الجليلة كله |
يحكي المآثر في الورى بلسانِ |
ونفيس جوهرك البديع تلألأت |
أنواره في لمعة لجمانِ |
بجماله في الأرض ينبت نبته |
بين المروج بنضرة البستانِ |
كم ذا رأيت من البهاء مشاهدا |
لاحت لعيني في أرق بيانِ |
كم في حياتك قد صحبتك هانئا |
برسوخ صرح شامخ البنيانِ |
تنساب فيها بالفضائل باسطا |
كفَّ المعونة بالسخا الإنساني |
وتعين من يرجو المعونة باذلا |
مشكور جهدك يا أبي بحنانِ |
كنت التقي المستعين بخالقٍ |
للكون ربك صادق الإيمانِ |
وله توجه قلبك الصافي به |
مرقى الوصول لذروة الإحسانِ |
وخدمت قرآنا كريما خدمة |
مثلى تلالت في سنا القرآنِ |
طلاب علم بالضياء تتلمذوا |
جمعا لديك بروضة الفرقانِ |
من كل أصقاع البسيطة كلهم |
جاءوا لمكة بلدة الحنَّانِ |
للفوز بالبيت الشريف وما به |
للدارسين على مدى الأزمانِ |
قد كنت أستاذا .. مديرا ناجحا |
للعلم بالقرآن باستيقانِ |
فزتم جميعا بالنعيم بكعبة |
شعت جمالَ بهائها الربَّاني |
عشرون عاما مذ فقدتك شاخصا |
وجها تلألأ بالسنا النوراني |
غيضا أراك إذا ظفرت برؤية |
في النوم كالبدر الجميل الهاني |
فالروح تسبح في الضياء وتلقي |
أحبابها بمشيئة المنانِ |
فامنن إلهي يا كريم برحمة |
تغشاه في خلد له بجنانِ |
وأنله جيرة (أحمد) خير الورى |
في روضة مخضرة الأفنانِ |
وارحم أحبتنا بعفوك سيدي |
ورضاك يا ذا الجود والرضوانِ |
واغفر ذنوب الميتين جميعهم |
يا من يمن بنعمة الغفرانِ |
صلى الإله على النبي وآله |
طه الحبيب المصطفى العدناني ! |