هُو وهِي / حوارية بيني وبين الأديبة أميمة الرباعي
ربيع السملالي / وأميمة الرباعي (ستلتحق قريبا بواحتنا الرّائعة )
( الأدب هو أن تجمّل الحياة في أقبح صورها ، وأن تتكلم بألسنة الجميع)
قال ربيع :
أحبّكَ أيّها اللّيلُ حبّاً ملك عليّ شغاف قلبي ، وظلامك الدّامس صادفَ هوىً في الفؤاد ..ففي أحضانك أجدُ الرّاحةَ التي أنشُدُها ، والهدوءَ الّذي أحبّذُهُ ...والسّكينةَ التي أطلُبُها .. بَيْدَ أنّني اليومَ قد صِرتُ أشدَّ حبّا لك من ذي قبل مذ أضحيتَ تجمَعُني في غياباتك مع من أحبُّ ، وقد نجَونا من عُيُونِ الرّقباء ...فوربّ السّماء لن أقول لك ما قال الملكُ الضّليلُ :
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي ...بصُبْحٍ وما الإصْباح مِنك بأمثَلِ
فأنا أحبّك يا ليلُ بقدر حبّي للّتي تُشارِكُني مناجاتي في أعماقِكَ ..
أميمة :
المساء دونك بلا معنى... لا نجم يلمع فيه ولا قمر, والليل الذي كان يضمنا آيتين من ألق صار يبكي حباً ضاع في متاهات الأرق .
ربيع:
أكتب إليك عزيزتي الآن وقد ابتلعني اللّيلُ ، وفي اللّيل يصيرُ للحياة طعمُ الخلود ...
أميمة :
في الليل ...أفتح أبواب أشواقي ،،، فلا أترك لك غفوة تأخذك مني .
ربيع :
وفي أحضان اللّيل أفقد معك حاسة الزمان والمكان ..
أميمة :
كان بإمكان الفجر أن ينام شوقا في عينيك... ويترك كل الشموس تنوس...لولا أن نجوم ليلك ساهرتني تاركة جدائلي تبعثرها رياح صوتك ..
ربيع :
معكِ في ظلمة اللّيل البهيم الأليل أستغني عن كل مصابيح الدّنيا ، فإشراق وجهك الصّبوح يضيء كلّ زوايا عتمتي ...
أميمة :
مابال الليل...يسرقني من نفسي... يرميني في إثم الحنين إليك ، ويغويني حتى لا أفكّر في التوبة ...
ربيع :
وفي الليل يمكنني أن أسمع دقات ذلك القلب النّائم في أحضان الحنين ، نابضاً : دقات قلبك قائلة لكِ : إنّ الحياة ليل وربيع ..وأنتظرك والليل بفارغ الصّبر !
أميمة :
إنّ الحياةَ ليلٌ وربيع ؟؟؟ أي حلمٍ أنتظرُ بعدَهما !!!! عندك النّبض يستريح..واللّيل معك لا يشيخ ..
ربيع :
ما أروعَ اللّيلَ ، وسكونَه ، وما أجملَ الربيعَ ونسائمَه ، في حضرة حبّك المضمّخ بأرائج همساتك النّاعمة ، وأنوتثك المتدفقة بين جنبات كينونتي ...
أميمة :
خذني إليك... نبضًا وروحًا ونَفَسًا يتردد بين جنبيك. واترك الأبوابَ مفتوحةً للنّور الذي يغزو عالمنا ويترك العالم في ظلام يأسه وتخبطه وحروبه . أتركني ألتحف قلبك أغفو فيه وهدهد عيوني فقد طال أرقي وسهدي قبلك...يا وطني أنتَ ...
ربيع :
سأترك كلّ شيء يكابد الضّياعَ خارج حدُودنا ومناطقنا ، ولن أكون إلاّ في عالمك وليلك المشرق بنور وجهك النّاضح بنعيم الحبّ ، الصّارخ بجمال الحياة ...ومالي وللحياة ولليل وللناس أجمعين بدونك !!
أميمة :
بخير أنا إذاً... أكتبُ الأشعار ، أسمعُ الألحانَ.........أسافر في المدى . وأقطفُ الأزهارَ والنّدى ولا أفكّرُ إلاّ.......... بك !!!!
ربيع :
ويا لسعادة قلبٍ أنت صاحبته ، سأكون دوماً مدجّجاً بأشواقي في ليلك ، ممتشقاً حنيني لسبر أغوار قلبك النّابض بي ...وأخشى أن يتسلّل الفجر من حولنا من دون أن نشعر ... لا أحبّ النهار ، لأنه يفرق بيني وبين روحي التي هي أنت ، وجسدي الذي هو أنا ..
أميمة :
يا كلّ الكلام..... صمتاً في حضرته !!!
ربيع :
في حضْرة الحُبّ ألتزمُ الصّمتَ ، أتفادى النّظرَ إلى الأشياء ، أحاولُ جهدي استيعابَ اللحظات التي تحتويك وتحتويني ...ويبقى للّيل فضل علينا سنذكره ما حيينا ..
25 / 07 / 2012