تعتبر الرتبة من الأسباب التركيبية لعدم المطابقة بين مكونات الجملة القرآنية من حيث التذكير والتأنيث بين جمع التكسير و فِعله. وتكاد تكون القاعدة مطردة في القرآن الكريم بأنه إذا جاء الفعل من حيث الرتبة بعد ذكر جمع التكسير ( أي الفاعل ثم الفعل ) فإن الفعل يرِدُ بالتذكير غالبا ً ، كما نلاحظ :
- في قولــه تعالى : (و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب )
- و قوله : (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم )
- و قوله : (وما تنزّلتْ به الشياطين و ما ينبغي لهم و ما يستطيعون )
- و قوله : ( يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )
- وقوله : (ولقد كُذِّبتْ رسل من قبلك فصبروا على ما كُذِّبوا )
- و قوله جل و علا : ( أني مُمِدّكم بألف من الملائكة مردفين )
- و قوله تبارك و تعالى : (و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم )
- وقوله عز و جلّ : ( و الملائكة يشهدون ) ففي هذه الآيات و غيرها كلما تقدَّم جمع التكسير عومل معاملة جمع المذكر السالم . لذلك نلاحظ أن الفعل الذي يأتي بعده يُسنَد إلى ضمير الغائبِين (يدخلون - يشهدون – أرسلوا –يستطيعون – صبروا – كذبوا – يُوحون – يجادلوكم) ، أو يُشتقُّ منه صفة للجمع المذكر كاسم فاعل أو اسم مفعول ( مسومين ، مردفين ) عملا بقاعدة : إن الراجع ينبغي أن يكون على حسب ما يرجع إليه، فيُفهَم بأن الفعل للاسم المتقدم لا لغيره ، فيُقال : زيدٌ قام ، الزيدان حاضران ، الزيدون قاموا .
أما إذا تمت المحافظة على الترتيب الأصلي للغة العربيــة (الفعل ثم الفاعل..) فإن الفعل غالبا ما يأتي بالتأنيث .
- ومن ذلك قوله تعالى : ( فنادته الملائكة )
-وقوله : (قالت الأعراب آمنا )
- و قوله :(قد جاءتْ رسل ربنا بالحق )
- و قوله جل و علا : (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة )
- و قوله عز و جلّ : ( الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري )
- و قوله : ( وتتلقّاهم الملائكة )