المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة
مسلمون يصومون يوما كاملا تقريبا
مسلمو مدينة روسيه يصومون ويفطرون و الشمس مشرقة !!!!!
سيكون صيام شهر رمضان لمسلمي شمال روسيا، وتحديدا في مدينة مورمانسك، مختلفا عن أي مكان في العالم
وذلك بسبب وجود النهار 24 ساعة طوال اليوم دون حلول الظلام لدقيقة واحدة.
ويضطر الصائمون بسبب ذلك للسحور والشمس ساطعة وسط السماء،
ونفس الحال في وقت الإفطار، لذا فستصل ساعات الصيام الى 20 ساعة كاملة، كما حدده علماء الدين المسلمون
مراعاة لهذه الظاهرة الطبيعية في هذه المدينة الواقعة خارج الدائرة القطبية.
وحسب شهادات مسلمين يعيشون في هذه المدينة، ففي بعض السنوات يتزامن رمضان مع فصل الشتاء بلياليه الطويلة،
وعندها يكون الصيام ساعتين فقط، لكن في سنوات أخرى، كما هو حال هذه السنة،
فتسطع الشمس على أرض مورمانسك معظم ساعات اليوم فيما يسمى بالنهار القطبي،
وتظل طوال اليوم بشكل تام طوال 62 يوما في السنة من 22 مايو إلى 22 يوليو.
ويحدث العكس في الليل القطبي الذي يخيم فيه الليل على المدينة معظم ساعات اليوم،
ويصل أقصاه في الفترة من أول ديسمبر إلى 11 يناير حيث يستمر الليل ما بين 22 و23 ساعة.
وللتغلب على هذه المشكلة أصدر مجمع الفقه الإسلامي عام 2006 فتوى بشأن الصيام في المناطق القطبية
تسمح للمسلمين بالصيام بحسب توقيت مكة المكرمة، أو بحسب توقيت أقرب بلد معتدل المناخ بالنسبة إليهم.
حسب معلوماتي المتواضعة فإن مجمع الفقه الاسلامي يرى في مثل هذه الحالة أن يصلي أهل تلك المنطقة ويصوم حسب توقيت أقرب منطقة لهم يتمايز فيها الليل والنهار ..
أما الصوم حسب توقيت مكة المكرمة فهو قول للشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى ، فهو يرى أن تلك المناطق يمكن ان تعتمد على :
الأول : أن يعتمدَ لها جميعًا ( سواء أكانت مما يتميَّز فيها ليل ونهار أو لا ) أوقات مَهْدِ الإسلام الذي جاء فيه ، ووردت على أساسه الأحاديث النبوية، وهو الحِجاز ، فيؤخَذ أطول ما يصل إليه ليل الحِجاز ونهاره شتاءً ، أو صيفًا فيطبَّق على أهل تلك البلاد النائية في الصوم والإفطار وتوزيع الصلوات .
الثاني : أن نأخذ أقْصى ما وصل وامتدّ إليه سلطان الإسلام في العصور اللاحقة شمالاً وجنوباً، وطبَّقَه العلماء فيها على ليلهم ونهارهم في فصول السنة ، فنعتبره حدًّا أعلى لليل والنهار للبلاد النائية التي يتجاوز فيها الليل والنهار ذلك الحدَّ الأعلى ، ففي تجاوز النّهار يُفطرون بعد ذلك ، وتوزَّع الصلوات بفواصِلَ تتناسب مع فواصِلِ ذلك الحَدِّ الأعلى .
فإن قيل : كيف نسمح لأناس في رمضان أن يُفطروا والشمسُ طالِعة وإن كانت لن تَغيبَ إلا نصف ساعة أو ساعة ؟
أجاب الشيخ عن ذلك : هذا سيلزمكم في البلاد التي ليلُها ستةُ أشهر ونهارها ستةُ أشهر ، فإنَّكم وافقتم على أنهم يفطرون في نهارهم الممتدِّ في الوقت الذي حددتموه لهم ، على الرغم من أن الشمس طالعة ، فهذا لا يضُرُّ ، بسبب الضرورة ، والمهم في الموضوع : رعاية مقاصِد الشّريعة في توزيع الصلوات ، وفي مدة الصّوم بصورة لا يكون فيها تكليف ما لا يُطاق ، ويتحقّق فيها المقصود الشرعي دون انتقاص .
وأنا أميل الى رأي المجمع الفقهي ، لأنه أقرب الى العدل ، فكيف تصوم منطقة 20 ساعة مثلاً لحصول الليل عندهم لساعتين ، بينما منطقة قريبة منه تصوم 15 ساعة أو أقل مثلاً اعتماداً على توقيت مكة المكرمة !
وعلى كل حال ، علينا التأكد هل أخذ المجمع الفقهي برأي الشيخ مصطفى الزرقا أيضاً أم لا ؟
رزقك الله استاذتنا نادية الحسنى وزيادة
وتحياتي ..