بالامس أعيدت الكهرباء لأحد أحياء بغداد .. فابتهج البعضُ بأن قاموا بإطلاق النار في الهواء .. فإطلاق الرصاص هي صفة ملازمة للعربي في التعبير عن سعادته في كل المناسبات " السعيدة " .. ولعل الاخوة اليمنيين هم خيرُ مثال في التعبير عن ابتهاجهم خاصة عندما ( تغمرهم السعادة ) بعد حفلة " قــات " معتبره ..
فعلى عهدة الراوي .. اخبرني بأن ( بشكة *) يمنية تتكون من 25 شخصا تحلَّقوا لتخزين " القات " ولما وصلت بهم النشوة والسعادة مبلغها لم ينجُ منهم سوى 4 " مخزنين "
نعود للبغداديين وطريقتهم في التعبير عن ابتهاجهم ..فما أن سمع البريطانيون أزيز الرصاص حتى أصابتهم الغيرة والحسد .. فأرادوا أن يظهروا للعراقيين بأنهم ليسوا بأقل منهم غبطة وفرحة وابتهاجا خاصة وأنهم هم الذين قاموا بإعادة التيار الكهربائي .... فقام الجنود بمشاركة العراقيين فرحتهم .. وعبَّروا عن ابتهاجهم بطريقتهم الخاصة .. فقتلوا العديد وجرحوا آخرين ..
وهذه الواقعة تذكِّرني بقصة أحد الصعايدة عندما تزوجت ابنته .. ففي الصعيد بالذات إن ولدت إمرأة أحدهم ولـدا ذكرا .. فاقرا الفاتحة على روح جميع المهنئين !!
تزوجـت ابنة صعيدي فتجمع المهنئون بالمئات في " صيوان " كبير .. .. وكان للعروس أخوان .. فقام الأول بإطلاق رصاصتين من مسدسه تعبيرا عن ابتهاجه بزواج أخته ..فما كان من أخيـه إلا أن أطلق (صلية ) كاملة من بندقيته .. فنظر أبوهما في الأمر وقال ... يا بوووووي .. وهل أولادي أكثر ابتهاجا وفرحا مني !!! فما كان منه إلا أن ألقى قنبلة على جميع المعازيم ...!!
* " بشكة "= جماعة
وعطر الله أنفاســكم !!
جمال حمدان