أتُدْنينى يوْمًا وشَهْرًا تَغِيبْ؟
أَتُعْطِى عُهُودًا وَتبْقَى بَعِيدْ؟
تُرَاكَ سَرابًا؟
تُرَاكَ تَراتِيلَ ليْلٍ غَريبْ
حَفِيفُ الشَّجَرْ يُحَطِّمُ مَا كانَ
حُبُُ عَجيبْ
وَصَوْتُ السَّحَرْ يَقْتِّلُ بِاللَّيْلِ
صَمْتَى الرَّهِيبْ
فَآهَاتُ تَسْرِى وَدَمْعاتُ تَجْرِى
وَدَقَّاتُ قَلْبٍ تَرَاكَ الحَبيبْ
أأبْكَيْتَ عَيْنِى
أَمِ الْقلبُ يَبْكِى وَعَينِى تُنِيبْ؟
بِلادُكَ بِالقُرْبِ تَبْدو بَعِيدَةْ
وَأنَّكَ فِ البُعْدِ أنْتَ القَرِيبْ
حَبِيبى تَجَرَّعْتُ بُعْدًا وَهَجْرًا
وَلنْ أَرْضَ يَوْمًا بِأَلا تُجِيبْ
أُنَادِيكَ صُبْحًا وَظُهْرًا وَعَصْرًا
أُنَاجِيكَ دَوْمًا
كَنَجْمٍ شَرِيدْ
وَأمْكُثُ خَلْفَ المَرَايَا سَجِينَةْ
فَتُبْعَثُ دَمْعَاتُ قَلْبٍ كَئِيبْ
وَتَرْسُمُ فَوْقَ خَدَّيَّ سِجْنًا
كَسَيْلٍ مُهِيبْ
وَأَشْعُرُ حِينًا بِأنَّكَ قُرْبِى
وَحِينًا أَرَاكَ بِأعْلَى الجِبَالِ
فَأصْعَدُ خَلْفكَ كَى أَرْتَجِيكْ
بِأَلا تُباعِدَ بَيْنى وَبَيْنَك َ
أَلا تَغِيبْ
كََفَانا ارْتِحَالا كَفَانا احْتِراقًا
أُحبُّكَ رَغْمَكَ
رَغْمَ البَعِيدِ وَرَغْمَ القَريبْ
أُحبِّكَ فِى كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدْ
سَأُبْحِرُ فيكَ سِنِينًا كَثِيرَةْ
وَأَمْكُثُ فِيكََ قُرونًا عَديدَةْ
فَلَنْ أَرْضَ مِنْكَ كَلامًا عَنيدْ
أُحبِّكَ قَبْلَ ابْتِداء الخَليقَة
بَعْدَ الخَليقَة
أُحبِّكَ قَوْلا وَشَوْقًا وَعِشْقًا
فَحبَّكَ كَالمَوْجِ يَجْتَاحُنى
وَهَجْرُكَ ذَنْبُُ يُزِيدُ اللَّهِيبْ
أأبْقَيْتَ وَعْدَكَ خَلْفَ الزَّمَان؟
وَمَا للزَّمَانِ لِسَانُ يُجِيبْ
لِمَاذَا التَّبَاعُدُ بَيْنى وَبَيْنَكَ؟
أَنْتَ الصَدِيقُ وَأَنْتَ الحَبيبْ
أَنْتَ بِلادِى وَأَنْتَ الوَطَنْ
وَلَنْ أَرْضَ غَيْرَكَ كَوْنًُُُ بَدِيلْ