|
أرى مِسمعَ الأيامِ أنأى من الطَّوى![](clear.gif) |
و قد أبلت الأدواءُ ما يُشتهى عندي |
و لم يبقَ لي من هجعةِ الليلِ و النوى![](clear.gif) |
سوى الريحِ و الأنواءِ قد كسَرَت زندي |
أنا صبوةٌ للريحِ ، للريحِ صبوتي![](clear.gif) |
فلا زأرةٌ للجزرِ في غفوةِ المدِّ |
لنا قِبلتانِ : النَّوْحُ في مطلعِ الندى![](clear.gif) |
و حين اكتمالِ الشمسِ كونٌ من السُّهدِ |
لكم يا رفاقُ النبشُ في حدْقةِ المدى![](clear.gif) |
فإنَّ الأراجيزَ المباحةَ لا تُجدي |
تصيحُ ، و تنبو حين يشتجرُ الردى![](clear.gif) |
كذا يتلاشى الرملُ في هيكلِ الطودِ |
و ذي قهقهاتُ الموتِ في وجهِ منزوٍ![](clear.gif) |
تلى أُحجياتِ الموتِ في غفوةِ الخلْدِ |
على جفوةٍ للبينِ يغتالُ نفسَهُ![](clear.gif) |
فلا يُرتجى الإزهارُ من جبلٍ صلدِ |
( و إني و إن كنتُ الأخيرَ زمانهُ )![](clear.gif) |
فقد يستفيق السوطُ من عتمة الغمدِ |
و قد يزارُ الضِّرغامُ في وجهِ جحفلٍ![](clear.gif) |
يواري الثرى من رامَ مسحاً من المجدِ |
سرى يستحثُّ الخطوَ نحو مفارةٍ![](clear.gif) |
كما الطيرُ يغدو يرشِفُ الطِّيبَ في العوْدِ |
و لكنْ إلامَ البأسُ و الموتُ يرتعي![](clear.gif) |
( و ظلمُ ذوي القربى ) أشدُّ من الوأدِ |
أنا و احتجابُ الشمسِ : في أسرِ غيمةٍ![](clear.gif) |
أنا و انعتاقُ البؤسِ : في ظلمةِ اللحدِ |
سَمِّيانِ لا نرضى الحياةَ بديلةً![](clear.gif) |
و لكنْ لنا الإغفاءُ في مضجعِ الفقدِ |
( خليليَّ فيما عِشتما هل رأيتما )![](clear.gif) |
على النارِ يُفرَى من يُبادُ من الصهدِ ؟! |
و هل كنتما خِلَّينِ إلا لأنني![](clear.gif) |
سأقضي و يبقى الزادُ في دُرةَ العقدِ ؟! |
دمي يُستباحُ الآنَ في كل محفلٍ![](clear.gif) |
و لم تشكرا يُمنايَ ، لم تحفظا عهدي |
انا مهرجانُ القُبحِ ، خزيٌ ، معرَّةٌ![](clear.gif) |
دمايَ اختمارُ السُّمِّ في رشفةِ الشهدِ |
هو الموتً يا : قد غدا الموتُ مرفأي![](clear.gif) |
من الرِّقِّ و الإغفاءِ في ربقةِ القيدِ |
هو الموتُ ؛ ما نفعُ الحياةِ إذا المدى![](clear.gif) |
نمَا سنبلاتِ الجدبِ في مصرعِ الوردِ |