حروف بلا مرافئ
مجموعة
ق. ق. ج
تأليف
محمد فتحي المقداد
الإهداء
إلى السالكين دروب الحروف ..
علّهم يجدون لها المرافئ .......
التي لم أجدها...
أهدي عملي المتواضع, راجياً أن
يكون خطوة على الطريق ...
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
هذا الكتاب هو مجموعة ومضات مكثفة, سطرت مجموعة من الأفكار التي كانت تعتمل داخل الصدر, وقد وجدت متنفساً لها من خلال كتابتها بهذا اللون الأدبي المستحدث والذي لا زال في بداياته, حيث أن الكثير من الأدباء والنقاد لم يعترفوا به كلون من ألوان القصة القصيرة.
وقد حملت هذه الومضات عدة هويات, وتتركز على تسليط الضوء على الكثير مما تعانيه مجتمعاتنا من المشاكل التي تستهدف كل دروب الحياة.
آملاً أن تنضم لقافلة الخير التي تسير في سبيل الرقي والتقدم الذي نرنو إليه, معاً يداً بيد .
لم أستطع أن أتجاهل بداياتي في كتابة هذا اللّون, فأثبتها بداية, حتى يتبين للقارئ التطوّر الذي حصل بعد فترة من المتابعة الحثيثة في شتى السبل ..
بصرى الشام - درعا
الجمهورية العربية السورية
محمد فتحي المقداد
2011م - 2012م
اضبط المفرق
حضر إليّ, لعمل تسريحة, كان يملك ثلاث شعرات فقط بينما أمشطها, انكسرت شعرة, تابعت العمل بالسيشوار انقطعت أخرى, انتهيت من التسريحة
قلت: نعيماً, هكذا تمام للوراء, فقال: جميل, لكن أريد تسريح شعري إلى الجانب الأيمن, واضبط المفرق جيداً.
أعدت تغيير تسريحة الشعرة إلى الأيمن استجابة لرغبة الزبون الذوّاق.
نسيان
أحضر أخاه الصغير, ليقص شعره, أجلسته على الكرسي, وسألته:
كيف تريد أن أقصّ شعره؟
فقال:
أريد قصة ( آلان ديلون ), ولم أكن قد سمعت بمثل تلك القصة، فسألته: وما هو شكل هذه القصة, قال: نسيت, لا أعرف.
قلت له: أنا أعرف.
وقصصت شعر الطفل بما يتناسب مع واقع وجهه البريء...
قناة الجزيرة
بعد أن جلس على كرسي الحلاقة, تنفس الصعداء, وخلع نظارته السوداء, ووضعها في أمامه على الطاولة, قال: افتح التلفزيون على قناة الجزيرة,
قلت:يا فتّاح.. يا رزاق مازلنا في الصباح يا أستاذ: والله أنا لا أسمع الأخبار إلاّ مرة واحدة في الأسبوع, وأحياناً كل شهر. فقال: أنا أسمع الجزيرة كل النهار ....
كله كذب
كعادته, بعد أن دخل إلى صالون الحلاقة, جلس على الكرسي وخلع نظارته, ونظر نحو التلفزيون, وقال: كله كذب بكذب, ولا شيء صحيح غير الله...
ما شاء الله .. شو هالسلام
بينما البنت سلام ذات العشر سنوات, تنتظر انتهاء أخيها من قص شعره, وكنت منسجماً مع محطة إخبارية, تتكلم عن السلام, والصمت يخيّم على المكان, دخل الزبون أبو عبد السلام, فانتبهتُ وضربتُ له سلام, فابتسم, وقال: ما شاء الله شو هالسلام !!!
انتبهت البنت ( سلام) بذعر والتساؤل ملء عينيها......
أناقة
يقترب من العقد السابع من العمر, يحافظ على أناقته بشكل ملفت للنظر, شعر لحيته ورأسه قد اشتعل شيباً, وأصبح خالص البياض, كأنك في حقل قطن.
يحضر كل أسبوع إلى الصالون, يتجه ليأخذ المرآة الصغيرة وملقط الشعر, ويجلس في زاوية, ليستغرق في نزع الشعر الشارد والغير منتظم الذي يحيط بالشارب وعلى الخدين ورأس منخاره.
وبينما أنا منشغل بزبون أقص له شعره, إذ بادرني بالسؤال:
ماذا ينتف ذلك الرجل الأنيق ؟.أجبته: بكل تأكيد يلتقط الشعر الأسود ..
ضرس العقل
جلس على كرسي الحلاقة؛ يبدو الورم على خدّه الأيمن, والتذمر من الطبيب والألم الذي سببه له, عندما خلع له ضرس العقل, فبادرته بالقول:
-هل هذا الضرس مرتبط فعلاً بالعقل ؟
- وهل خلعه يخفف من قدرات العقل ؟
فابتسم وقال: طبعاً, لا يؤثر.
رفض
مال برأسه نحوي وضحك, وقال: لقد أرادوني حماراً, فرفضت. فقالوا
عني: مجنون.
ارفعوا أيديكم
جلسوا يتسامرون، فتوجه إليهم بسؤال هام: من تحكمه زوجته يرفع يده.
رفعوا أيديهم, إلاّ واحداّ.
فتعجب الجميع !!
وسألوه ما الأمر ؟ .
قال: من هول السؤال, خارت قواي, ولم أستطع رفع يدي.
أمنية
كان يتمنى أن يحصل على صورة له, وهو طفل. انفصال الأبوين , جعله ممزق الحياة والعواطف ولم يكن يمتلك ذكريات جميلة عن طفولته .
عِناد
أراد أن يُفْلِت من يد والده , ليذهب إلى حضن أمه المنفصلة عن أبيه , عندما مرّت من جانبه , ولكن والده كان يمسك بيده , ولم يترك يده رغم بكائه .
اشتباه
تلاقت العيون فجأة , بادرني بابتسامة . تبعتها المصافحة والتقبيل والترحيب
لم أتذكره , ولم أكن قدر رأيته في حياتي كلها. ذكّرني بأشياء لم تحدث في حياتي .
- تجرأت على السؤال , هل تعرفني ؟
- أجابني بكل تأكيد , نعم .
- لكن وجهك غير مألوف لدي أبداً .
- ألستَ فلان ؟
- بالطبع , لا .
- لكنك تشبهه,- يا إلهي- إنه توفي منذ سنة تقريباً
اللوحة
لوحة هاربة من قديم الزمن , تتكئ على الجدار براحة تامة, وتعيش ضمن إطار خشبي , لم يعد معروف لونه الأساسي , أقف بين فينة وأخرى, أتأملها بوجل ينتابني كلما حدقت في عينيه المحدقتين , بتركيز يحفر بعمق النظرات في مجاهل النفس في صباح كنت على عجلة من أمري ,وقفت أمام اللوحة للتأمل غمز لي في عينه اليسرى, الخوف تعالى في داخلي , لتبدأ نوبة صراخ , أفزعت النائمين من أفراد الأسرة , وهم يجتمعون حولي , يسألونني , ما بك ؟
لا شيء , سوى أن أفعى قد مرت من بين قدمي , انصرفوا عائدين لمتابعة النوم , والهمهمة المتذمرة تخرج من بين شفاههم
لم أشاهد نفسي
.. منذ عشرين عاماً , أعمل في صالون الحلاقة , وأقف كل يوم لأكثر من عشر ساعات أمام المرايا وهي تحاصرني من كل الجهات,
ولكنني طيلة الأعوام الطويلة لم أشاهد نفسي .... لمرة واحدة
نصيحة
ركبا السيارة وتوجها لتلبية الدعوة التي وجهت لهما من صديق بمناسبة عقد قران لابنته الوحيدة في صالة للأفراح ... بعد أن سارا لمدة تتجاوز العشرين دقيقة اكتشفت الزوجة أن زوجها قد ضل الطريق , واقترحت عليه أن يسأل أحد الناس من أبناء المنطقة .
صرخ بوجهها بنزق : أنا عارف الطريق , وفِّري نصيحتك لما هو أكبر من ذلك ,
تنهدت بعمق كبير وهزت رأسها بالموافقة : مثلما تريد .
وسار ليعود لنفس النقطة للمرة الثالثة .
ابتسامة شوهاء
بعدما استقر بالجلوس على كرسي الحلاقة , ابتسم لي, حاولت أن أرد له بابتسامة مماثلة , لم أستطع ذلك , كوني أعاني من فوبيا الخوف من هذا الشخص , وعاندت نفسي لتخرج الابتسامة , وأخيراً , حققت الإنجاز الكبير ,وارتسمت على مبسمي ابتسامة شوهاء .. !! هز رأسه بإيجاب , هدّأ الروع في داخلي , ورششتُ الماء على الشعر لأبدأ القص حتى أصل إلى قبة الرأس , لأصطدم بدائرتين متلاصقتين , وكأنهما دوّاريْن غارقين في سيل عرم من السيارات العابرة باتجاهات مختلفة في مدينة دمشق . .!!وفجأة يتعالى صدى مزامير السيارات , من حول هذين الدوارين في غموض أفكار ذلك الرأس المخيف ..!!
إس.إم.إس خاطئة
من داخل الحمّام أرسل رسالة( إس إم إس) لزوجته:حبيبتي, جهّزي فنجان القهوة.
فأرسلت الرد أيضاً(إس إم إس),انتظر حتى يخرج الحمار من البيت.
إعلان
أعلنت شركة مهتمة بقضايا الزواج عن حاجتها لدقات قلب . بسعر مغر .... تذكّر تسرّع قلبه , اتصل بهم , طالباً السعر الذي يناسبه .
الحلم العاجز
أصبح المشط و المرآة جزءاً من حياتها , ساعات تقضيها أمام مرآتها تسرح شعرها وتدهن وجهها بألوان وأشكال شتى من الكريمات تكاد تحترق بوهج ذاتها , تحلم كل يوم بمجيئه , دامت رتابة الحلم أربعين عاماً حتى كفرت بمرآتها ومشطها وفي لحظة طيش كسرتهما , لتتخلص من الحلم , واستفاقت لتجد الوسادة مبللة بالدموع ...
انتظار..
يقف على مفترق منذ عشر سنوات, مرّ قطار المستقبل من أمامه مسرعاً,
لحق به, إشارة المرور أصبحت حمراء, اضطر للتوقف ثانية ..
أيْمانٌ..
في صغره لم يعرف أعلى من المخفر في الدنيا, فكان يحلف بحياة المخفر, ويقدس الشرطة, في كبره , كفر و ارتدّ .
بحث عن الذات..
بعد إجراء عملية لعينه اليسرى , وضع الطبيب عصابة عليها .
ولمدة أربع وعشرين ساعة , جرّب العيش بعين واحدة .
- سأله صديقه : عن شعوره لخوض تلك التجربة.
- أجاب: نعمة كبيرة ما أحسست بها إلا الآن .
- سأله ثانية : وهل رأيت الأشياء على حقيقتها ؟
أجاب : لم ألتق في حياتي كلّها بالحقيقة , ولو بالمصادفة .
تأمين حاجاته
يحاول تأمين مصاريفه الكثيرة من أي مصدر كان, لم يجد أفضل من سحب,مجموعة من الكتب والمجلات, من مكتبة والده, ليقبض ثمنها من بائع السندويش .
تصفيق
الجميع يصفق لحرارة الخطاب, بقوة وعزيمة, وهو يصفق رغم أنه فاقد لكلتا يديه..,في طريق عودته للبيت, وقع قلمه على الأرض, طلب من أحدهم أراد أن يناوله القلم , فأشار إليه أن يأخذه, لعدم الحاجة إليه .
تأمل عميق
توقف فجأة , أمام ورقة بيضاء, حملتها الريح,ولم يكن عليها سوى نقطة سوداء تأملها بعمق, لصقت الورقة بيده, وهو يتأملها, و راح يتصاغر شيئاً فشيئاً , حتى أصبح نقطة , انطبقت مع الورقة البيضاء.
حُمّى الموبايل
- طلبت من زوجها جهاز موبايل .
- وما حاجتك للموبايل ؟.
- والله الزبال يحمل موبايل .
- طيب وما حاجة الزبال له .
- عندما يأتي ليأخذ الزبالة , إذا لم يجد الكيس عند الباب, يتصل بهم.
خيبة أمل
جلست تنتظره حتى ساعة متأخرة من الليل, والخوف بعينيها, تتلاطم الأفكار كالموج, لم تتناول طعام العشاء, هاتفه النقال يرنّ بدون إجابة, الدموع لم تتوقف ولحظات الأمل تضيق على الانتظار, مع أذان الفجر كانت آخر مكالمة, وجاءت إجابته, بلا تركيز و هو يمطّ الكلمات, نعم لماذا هذا الإزعاج؟, خابت آمالها, ولعنت حظها بعد أن لطمت خدّها, وهي التي لم يمض الشهر على زواجها.
شعرة شاذة
شعرة شاذة , تتربع وسط الجبين قصصتها, ظناً مني أني فعلت خيراً و سأنال الشكر والاستحسان.. كان العتاب شديداً, لأنها كانت تجلب الحظ له وأنه يرعاها بعناية فائقة أربعة أشهر و دوامة العتاب واللوم تؤنبني .. !!
صورة جواز
- عرض عليه صورتها, أهي جميلة تعجبك, وشكلها مناسب ؟.
- نعم, مناسب .
- ثمّ مدّ يده إليه , بسرعة ناولني آخر صورة لك.
- الصورة الوحيدة عندي صورة جواز سفر.
- هيّا لنعمل لك صورة جواز .
ظلاميّة رؤية
حالة التذمر والبؤس بادية على ملامح وجهه, الأمر الذي حفّز صديقه للسؤال عن حاله. فأجاب: زفت. طيب لماذا لا تقول الحمد لله؟.
فأجاب ثانية: المشكلة أنني وجدت الزفت في كل شيء, إلاّ في الطرقات.
فلسفة الحرية
- صديقي , ألا تفكر بالزواج , بعد هذا السن؟.
- نعم.
- ولم التأخر , إذن؟.
- برأيك, هل من الممكن أن أبحث عمن يضع القيد في معصمي .
- ولكن الزواج ليس بقيد.
- سيكون النجاح حليف من يعرف كيف يربطني.
- سأحاول, لعلي أنجح .
- لم يخلق بعد العصفور الذي يبحث عن الصيّاد
لحظة الصدمة
في لحظة الصدمة استفاقت على غلطة عمرها, تقدم لها ابن الجيران وتقدم لها مهندس , وتقدم لها فلان و فلان , ولكن أوهامها التي صبغت شخصيتها بالتكبر ابن الجيران أصبح ذو شأن في الوظيفة العامة و المهندس أصبح مديراً , و فلان كذا وكذا , في لحظة الصدمة عندما جلست أمام المرآة , صديقتها منذ بداية حياتها في كل ساعة , ولكن خطوط التجاعيد حول العينين , فضحت الأمور , وتذكرت أنه منذ عشر سنوات لم يطرق بابها أي راغب بالزواج.
لسعة عقرب
سمعت أن عقرباً قد لسعتك , يا عبدالله , كيف حدث ذلك؟ نعم , كنت جالساً في الغرفة , ومرّت من جانبي وظننتها فراشة سوداء , فأمسكتها لكي أرميها خارج الغرفة , وكانت تلك اللسعة .نعم , وبعد ذلك , ما الذي حدث ؟ أسعفوني إلى المشفى , وهناك ازدادت الآلام , والممرضة تروح وتجيء , ولا تنتبه لأنيني وألمي .. أشكيها لله!!..
لقاء عابر
في سوق المدينة المركزي ,أمام باب دكانه, وقف متصلباً كالصنم , يسأله ابنه عن قيمة غرض من الأغراض , لم يسمعه, يعيد عليه السؤال , لم يأبه لسؤاله , كل ذلك مجرد أن التقت عيناه بعينيها, والتي مضى على آخر لقاء ثلاثون عاماً , استعاد شريط الذكريات , مضت لحظات وهو على هذه الحال , حتى صحا من الصدمة , وتابعت طريقها دون الاكتراث لهذا اللقاء العابر , وبقت عيونه تتابع مسيرتها حتى توارت عن الأنظار .
فروق ... كبيرة
سأل المعلم التلاميذ: ما هو الفرق بين الاعتدال الربيعي والاعتدال العربي
أجاب التلميذ: الاعتدال الربيعي يتساوى الليل و النهار أما الاعتدال العربي لا يتساوى عدد الرافضين مع عدد المهرولين
مطالبة
بعد رحلة ضياع كبيرة , وجد نفسه عضو في منتدى فور تفعيل قبول طلبه , طالب باستقالة المدير..!! لم يسمع أحد نداءه , ولم تسمع نفسه بندائه.. !!
نقطة نظام
(طل القمر, غفي حبيبي ,غاب القمر وعي حبيبي يلالا يغيب القمر ... يلالا يغيب القمر) بهذه الترنيمة الفيروزية , التي انطلقت من بين شفتيه , لصديقه الذي جلس على كرسي الحلاقة , وهو يحدق في وجهه , بابتسامة عريضة يبدو أنها غريبة على حياته المتلبدة بالهموم , على الأقل في السنوات الأخيرة ..
وأردف بقوله : منذ متى لم تخطر على البال؟
- من أين أتت الآن – لله درها-؟
- وهل بقي منا قلب يحتمل هذا الكلام ؟
واحد لا شريك له
جلس على الكرسي ,وهو مقطب الجبين , ويزمّ شفتيه وقد أصابه الحول .
فسألته – بعد أن أشرت بالسبابة- كم هذا ؟
قال : واحد .رفعت الوسطى بجانب السبابة : كم أصبح ؟
قال: واحد آخر .
يا صديقي : اثنان !!..
قال : لا , كل واحد فوقه واحد , و الآخر , فوقه واحد آخر .
و فوق كل واحد , واحدٌ لا شريك له .
إصرار
طريقٌ طويل, تعِب وهو يبحث عن مستقبل, تابع البحث حتى اهتدى بالصدفة إلى مغارة مهجورة, استثارته, قرر أن يتابع البحث فيها.
بحث متواصل
يبحث عن طريق, توقف على مفترق, تاه و أصابه الدُوَارْ , ضاع منه الطريق, سأل كثيراً , فلم يهتد, بعد أن أنفق عمره.
دموع
جُنّ جُنّونه, على دموع حبيبته التي لم تنقطع حاول تجفيفها, لكن غزارتها ازدادت, حتى استطالت نواحاً وهياجاً
قبر على كيفك
الدموع تترقرق في عينيه , وهو يقرأ الفاتحة على قبر أبيه, بقلق ينظر للقبور المصطفة كالطابور, وتمنى أن يكون له واحد منها.
هاوية
مُتلوّنُ المواقف, تسلّق كل المقدمات, في أسفل السُلّم استقر بعد أن هوى من عَلٍ, غادرته العِظَةَ, وعينه ترنو إلى المقدمة.
محيط العيون
مستغرق في صورة صاحبة العيون الزرقاء, تدخل القطة و تموء بجانبه, ينتبه فجأة ويتأمل عينيها, ذهولٌ بدا عليه, البحر الأزرق المتوسط امتد ما بين الصورة وعينا القطة.
وجدانية
مرّ به, وهو يسند ظهره للجدار, و يمسك بيده سندويشة الفلافل, ألقى عليه التحية, ابتسم وأومأ إليه بالتمهل, بلع لقمته و ردّ التحية, و تذمر بألمٍ عجيب !!
- فسأله: وممّ الألم ؟.
- من ذلك الرجل – هداه الله- الذي غيّر اسمه من أسامة إلى أوباما.
- و ما هو وجه العجب في ذلك؟.
- يضرب كفّاً بكف, ألا تدري أنه ارتد؟.
- هو ورِدّته سيّان عندي .
- حلمي أن أصل إليه, وأناقشه حتى أقنعه بصواب موقفي, وذلك من خوفي عليه.
التصاق
قَبَّلَ يد سيّده, التصق فمه بها , حاول السيّد سحب يده, فلم يستطع.
نكد وزفت
بعد فترة انقطاع طويلة, التقيا, تعانقا, بادره بالسؤال
- كيف الحال؟
- زِفْتْ, والحمد لله.
- لماذا كل هذا التأفف؟.
- لأنني أينما توجهت أجد الزفت في كل ثنايا و تلافيف حياتي , لكن الشيء الوحيد الذي لم أجد فيه الزفت, ألا وهو الشارع.
- ونظر إليه بارتياب, وأطلق ضحكةً مُدوّية ..!!!...
ذل الحب
بخوف يقف أمام معشوقته, يتأملها بعمق, يشتهيها بِشَبَقٍ يحاول الالتصاق بها, وهي معرضة عنه, يبذل نفسه أمامها, ويريق كرامته وما وجهه, ويبقى يتضاءل حتى تلاشى وانتهى .
تحية
الخمرة لعبت برأسه بعد سهرة عامرة, فدقّ باب المقبرة بشدّةٍ, حتى خرج الحارس مغتاظاً منه, ما بك, ماذا تريد في آخر الليل؟ أريد إلقاء التحية على الحبايب فقط..
أشواق ملتهبة
مقبرة على أطراف القرية, تلفّها العتمة, يقصدها كثير من العشاق , يتساءل بِحَيْرةٍ وهو يراقب المكان, كيف يستطيع هؤلاء العشّاق التواصل فيما بينهم في المقبرة؟.
تعليق
يغوص للأعماق, يملأ سلّته بالحصى والرمال والقواقع, تراه العجوز فتعلّق:" ما هذا يا بنيّ, لماذا أتعبت نفسك وعرّضتها للخطر, وكل ما جلبته موجود على قارعة الطريق؟.".
خروج
يتوجّب عليه قراءة الخطبة المرسلة إليه ..,أضاف إليها جملةً واحدة...,اتُّهِم بالخروج على النص ..
حارس
أجبروه على حراسة المقبرة, تذمّر , دعوني من المقبرة أرجوكم لاحِقٌ عليها, لكنه بات جزءاً منها, وأصبحت جزءاً منه, و يرى أنها حديقة الشرفاء.
براءة اختراع
يمسك خريطة العالم ويتأملها, بَرَقَتْ في ذهنه فكرة تغيير جغرافية العالم, فقرر تغيير لون الجبل الأسود إلى الجبل الأحمر, والجبل الأخضر إلى الأبيض وجبل الزاوية إلى جبل المثلث, واسترداد جبل طارق إلى الشرق, و على وجه السرعة أراد الانتقال بالوطن العربي إلى المقدمة في عالم التقنية والاقتصاد, أضاف نقطة لحرف العين فأصبح الوطن الغربي, وبذلك أغمض عينيه في هدوء واستسلم لنوم عميق وتعالى شخيره ونخيره, بعد أن طوى الخريطة ووضعها تحت الوسادة, حتى يحافظ على براءة الاختراع.
إيفاد حكومي
أوفدته الحكومة بمهمة رسمية إلى أوربا, صعد لغرفته في الفندق ليجد فتاة بمواصفات مثيرة تجلس على حافة السرير, أصيب بالمفاجأة , تقدمت منه بالمصافحة, خلعت عنه معطفه أولاً, وتابعت شيئاً فشيئاً حتى تعرّى, واقتادته للحمّام, ثمّ لعوالم أخرى .
موعد
نادته وهو يمشي بالطريق, عرف نبرة الصوت, فاستدار نحوها, ابتسم وبدت أسنانه, وقفا لحظات على باب بيتها, بعد أن غابت كفّها بكفّه, و تمنى لو ضمّها لصدره, لولا مخافة الناس, ولكن حصل منها على موعد.
قاموس
ليس في قاموسه سوى الماضي, مادة المستقبل لا وجود لها فيه.
ثمالة
ارتقى لنشوة الثمالة, كسر الكأس, جمعوا الشظايا. لئلا تجرح .
حلمٌ زائف
حلم بالإدارة, سعى بكل إمكانياته لدى الأسياد, المطلوب غالي ولا يعطى لأحد, لكنه ضحّى من أجل الكرسي الذي كان صينياً.
حيزبون
رمتْه في الزقاق كتلة أنفاسٍ وحركاتٍ و تمتمات باهتة, بعدما طلّق الحياة وأخفى طول قامته ولمعان وجهه ورائحته الذائعة, جفّ وتفتت, حتى ذرته الريح , على قمم الجبال .
وداع
معذرةً صديقي , توقفت الحياة, لا أستطيع متابعة العلاقة معك, أحترم ما كان بيننا, هل أستطيع الاطمئنان على أسراري التي تعرفها؟, وداعاً.
قمع
أحلامه تمرّدت على سلطة والده, اغتال الوالد الأحلام وقمعه بشدّةٍ منعه الطعام و الشراب, وفرض السجن عليه في البيت.
تهمة
اتُّهِم بالهجوم على مساكن الجيران لاغتصاب جيرانه, وهو في العقد السادس من عمره, أمام القاضي اعترف بأنه يتناول حبّةً زرقاء كل شهرٍ عند موعده مع فِراش زوجته.
دموع والدة
أحلام الثراء أماتت عواطفه, تقدّم لإحدى السفارات بطلب الهجرة, ضرب بعرض الحائط معارضة والديْه, وهو وحيدهم, ولم يرحم دموع أمه المريضة.
عوْدٌ على بدء
حلُمَ بالوصول, بعد أن قطع نصف الطريق الذي انقطع لاصطدامه بوادٍ سحيق, التفت للخلف, فوجئ بانطواء الطريق إلى نقطة البداية.
وسام استحقاق
قرقرة بطنه تتعالى حالمةً برغيف خبزٍ, بينما يحملق في لوحة وسام الشرف المتكئة على الجدار, ويتلمس عينيه المفقوءة وهي التي كان يظنها وساماً.
المال
المال في عاصمة الغرب و الناس بحاجة للوصول إلى عاصمة الغرب وصلوا , ولم يصلهم المال, مما اضطرهم للتراجع .
أديب مشهور
رماها بقلّة الفهم, وهو الكاتب والأديب المشهور, وذلك بعد أن وصل به الدور في مكتب البريد إلى الكُوّة, ناولها الرسالة, أعادتها إليه.
- العنوان غير مكتمل يا أستاذ.
- هذا هو عنواني الذي تصلني عليه الرسائل, واسمي معروف.
- لم أسمع باسمك, ولا اسم قريتك.
أصابه الحنق من تلك الفتاة التي لم تعرفه, وقبل انصرافه اعتذر منها على ما بدر منه من سوء تصرّف.
فنجان قهوة ..
- تفضّل معنا, إذا سمحت .
- ما الأمر؟.
- لا شيء , فقط فنجان قهوة وتعود.
- حسناً .
لكنه استغرق عشر سنوات باحتساء فنجان قهوته, بعد ذلك عاد لبيته, بعد إطلاق سراحه.
- آسفين للإزعاج, تشابه أسماء فقط.
يوغا ..
الحبل يتدلّى أمامهما, هي تمارس اليوغا وتقف على يديها, هو يجلس على الكرسي تارة ينظر لفنجان القهوة وأخرى عليها, يتأملان العُقَدْ العديدة في الحبل, أصيبا برجفةٍ هزّت جسديهما, عندما بوغتا بصوت أجش:" ماذا تفعلان؟" , واهتز الحبل
هُيام..
سواد عينيها بحرٌ بلا شواطئ, خصلات شعرها ليلُ غابةٍ استوائية, تناثرت أفكاره, النوم غشي الكون كلّه, هدوءٌ وصمتٌ وظلامْ, سُحُبُ النور انبثقت من عينيها, والندى بَلّلَ شعرها .
مآرب
جنديّان, أحدهما من أهل البلاد, والآخر مرتزق, الأول مفاخراً: أنت جندي من المرتزقة, أعني أنك تحارب من أجل المال. الثاني: وأنت من أجل ماذا تحارب؟. الأول باعتزاز: أنا أحارب من أجل الشرف. الثاني: هذا طبيعي, فكلٌّ يحارب من أجل ما ينقصه.
صهيل
تسوّر عَبْرتَهُ , وأطلّ على جراحاتٍ تلعقُها الحروف, وأنينُها يقضُّ المضاجع, فامتطى مُهرتَها, صهيلُها مكتومٌ, وأنفاسُها مقهورةٌ حرّى, رَفَسَتْ عاصفةً ثلجية, فثارت زوبعةً من غبارٍ تلاشى .
وشاية
ظلمة حالكة يلتحف بها, ليالٍ عجافٍ تصفعه, زنزانة حقيرة تغوّلت عليه استرجع شريط الذكريات الذي توقف عند قلمٍ مأجورٍ, طويّته سوداء قاتمة شريرة, ومداده سُمٌّ زعاف, عضّ لسانه بشدّةٍ كاد يقطعه, وامتلأ فمه بدم وابتلعه.
إرادة
الأصفاد تكبّلُ إرادته و شُلّت يداه, تهديدٌ و وعيد, رفضَ أن يطبع بصمته على ورقة بيضاء خالية. قال: شكراً لكم, هي حياة طويلة وسعيدة هناك, سأغادر الضيق والضنك إلى راحة وسعة الخلود.
إحسان
مومسٌ تبيعُ جسدَها لتأكل, وتعطي من مكاسبِها للأفواه الجائعة, فيدعون الله بدوام الصحة والعافية لها, ومُتشدّقٌ بوطنيته , كرشُهُ مُندلقٌ أمامه, مليءٌ بخيرات الوطن, غير آبِهٍ بالبطون الخاوية حوله, ويلتهم المزيد..
رماد
قَضَى على حبيبته في لحظة طيش , فحرق جسدها, ليصنع من رمادها كأساً وعصاً, كأس الخمرة بيد والعصا بالأخرى تعلو وتهبط على الرؤوس ولا تتوقف عن النمو
شمعة
قتامةُ اليأسِ حَجَبَتْ الأفق, أضرم النار بنفسه, وضحك كثيراً, وصاح: هذا يوم ميلادي, شرره تطاير وحرق معابد الظلمات, وأصبح شموعاً تضيء دروب الشرق
[تحية إجلال وإكبار لروح محمد بوعزيزي]
عزف
عزفَ على وتر الحرف لحْنَ النقدِ, تمايل طرباً , عزفوا له نفس اللّحنِ ,تصلّب جسمه وتشنّج عقله, توقفوا, عاد للعزف من جديد .
صراحة
الشمس تودّع آخر لحظات النهار, يجلسا على الشُرفة وعيونَهُما تلاحق هالة الشّفَق, ورائحة القهوة تعبقُ بالمكان. تسترسلُ في سرد قصة حياتها المثيرة, بصراحةٍ غير معهودةٍ, كان هو آخر ضحاياها الثلاثين, يترجّل بثباتٍ ليتركها ويرحل بهدوء بلا وداع, ولم يشرق ثانية في حياتها.
اقتحام
على قارعة الطريق يقف مع نفسه بصحبة أفكاره, ينتظر, أمواجٌ بشرية تعبر الشوارع والساحات, وهي تتوسط الجموع, اقتربت منه, وحيّتْهُ, فاعتذر منها وتجاهلها, فأحرجته: وهل نسيتني !!..؟, سيّدتي: لقد أنفقت عمري كلّه في محاولة نسيانك..
حلمٌ مسروق
سراب رغيف خبز أسمر يُشرِقً ويغرُب, يلوّح من بعيد, كشّر عن أنيابه تلاشى في نفقٍ مظلمٍ, أفواهٌ فاغرة و بطونٌ خاوية, طال حلمها, على شاطئ الوصول و اشتد اللّهاث.
قراءة جرائد
على آخر رصيف ميناء الخريف, تنتظر تلك المرأة الثمانينيّة, هوايتها مطالعة الجرائد, رغم أُميّتها,
سئلت مرة : عن أخبار اليوم؟
زمّت شفتيها وقطّبت جبينها .. أجابت: خربانة.
وتابعت تقليب الصفحات باهتمام, دون الالتفات للسائل.
سيطرة
ريحٌ حزينة تُحرّك أسمال الأشباح, ولحاهم المترامية على رُكبهم, وصدورهم ممزفة, وفجأة يدخل الحارس و يصرخ: من الذي يتكلم؟. يخرج ويترك الباب مفتوحاً وهو يُلوّح بسوطه, ويقهقه بأعلى صوته.
أشباه
يمتطي حلمه على صهوة الكلمة, ويغيب كفارس خلف جيش الكلمات المهترئة, منكوبٌ, أرمد, ينشر قلوعه البيضاء أعلى الصواري .
لباس العيد
وجهه كبُقعةٍ سوداء على خارطة الشرق, مُثقلٌ بأكْداسِ الهُمومِ, ينفثُ أنفاسَه الحَرّى كفحيحِ أفعى في قائظة النهار, أيامُه مُرْمِلةٌ , اقترب العيد وأطفاله يحلمون بلباسٍ جديد, وينتظرونه...
آراءٌ مرفوضة
طال لسانُ بطلِ الرّواية, أمر الرقيب برفضِ إجازةِ نشرها, تدخّلت وساطاتٌ, وحصل نقاشٌ وجدالٌ حول آراء البطل و التي تعتبر عملاً أدبياً خالصاً, أُرغم الكاتب على استنكار ورفض الآراء جملةً وتفصيلاً, وكتب تعهداً...
خبر
مساءاتٌ عديدة قضاها قرب القمر, الحُرّاس يراقبون ركوعه, و يؤقتون سجوده, لكنهم يجهلون مؤشرات خشوعه, التفت إليهم مخاطباً:" يا أبنائي أنت تحرسون الله أم القمر". لاذوا بالصمت, وانتشر خبر اختفائه بأصقاع الدنيا, وتصدّر نشرات الأخبار مقروناً بخبر امرأة تبكي..
وجع
سادت عتمةٌ أعاقت خطواتي باتجاه الضوء, بعد أن أقفلت الرياح أبواباً كثيرة خلفها, قلب الوردة توقف, هاتفها صار ينعق, رحتُ أدسُّ وجعي في جيوب سترتي .
سُحُبٌ
يومٌ مسرفٌ في حرارته, شوارع خاليةٌ إلاّ من أنفاسٍ مكتظّة بمختلف الأكياس, سُحُبٌ رواكدٌ تنشر رداءها بامتداد الأفق, عند مفترقٍ بدا المدى شاسعاً.
حالة
نقشت حنّاءها على صدره, ألهبتْ أيّامه, تلاقت عيونهما, عزّ الدمعُ, تيبّستِ المآقي.
مطاردة
لقمةٌ سقطت من فَمِهِ, التقطها القطّ, رماه بالحذاء, و راح يطارده.
طموح
دائماً يُردّدُ على مسمعه لا تلتفت للوراء, و اجعل الشمس عنوانك
لا مبالاة
عثَرَتْ, استنجدتْ, صُمّتْ الآذان .
شبح
شبحٌ اقتفاه, خرّ مغشيّاً عليه, صحا بلا ذاكرة.
زلّةُ لسان
رنّةٌ واحدةٌ من هاتفه النقّال, تأفّفَ أمام جلسائه, وأعلن كراهته لسياسة التعليم, ذكّروه بسياسة البلد التعليميّة الناجحة, استدرك الموقف, وتراجع
حنين
دموعُ الوجْدِ تربّعتْ على أهدابها, سلافُ رضابها حنّ لمُرْتَشِفٍ, مرايا عمرها علاها غبارٌ, فهل تُسألُ الأزهار عن أطيابها ؟.
اصطدام
حُلُمٌ كاتّساع الأُفُقِ, اصطدم بلوحة تنبيه:" نقطة حدود", ارْتدّ لظلال شجرة وحيدة تائهة, استلقى, ودموعه روّتها..
رقصة الموت الأخيرة
اندحر سيّاف الزهور, بعد انتهاء رقصة الموت الأخيرة, وانتهى شَبَقُ الاشتهاء, دموع المساء أججت بسمة الشروق في حدائق الحياة .
سنديانة
لازمته شِقْوَةُ المعذبين, أقرانه غرقوا بالنعمة, استضعفوا وسيقوا كالقطيع بِذُلٍّ, كبرياؤه سنديانة ماردة .
حَمْلَة
قيل إنه يحلُم كثيراً, تعرّض لحملة تفتيش, خبّأ أحلامه واندثر .
الكًوّة
على عتبات المنفى, صوت جُنْدٍ يجلجل بالوعيد والشتائم, هم عباقرة في آفاق ضراوتهم, حجرات الصمت كمقبرة رهيبة, نُذُرُ فناء وراء الأبواب السوداء الموصدة, كُوّةٌ في أعلى الجدار تبعث الأمل .
صورةٌ مًروّعة
جدارٌ عجوز, ينظر إلى صورته في مطلع صباه, يغرق في فراغ لا متناهٍ تنفتح فوهة قبرٍ كأنها لا تعنيه, تنزلق الظلمة, يتبعثر المحتوى, يهوي بغير قرارٍ تحت سياط العذاب المُروّع.
قبورٌ مذعورة
يومٌ بطعم الفرحة كان, أقامت صقورٌ على أسوارها, وراقبت قطعان الذّئاب, ارتجفتْ يدُها, سقط السّراج, تغوّل الظلام و استباح القبور.
برافو
صارم الملامح بقسوة, عبثيّ الطباع, تمددت أصابعه لِتَجُسّ الأمانيّ و تمسك بالمقدرات, يُحصي الأنفاس و لا يبالي ...
بكاءٌ
عالِمٌ أغضب السلطان فحبسه مع جاهلٍ, حدّثه فوعظه ورغبّه , والجاهل مستغرق ببكاء, أصابت الخيبة ذلك العالم, ما بك يا بني, فأجابه: يا سيّدي مات تيسي ذو اللحية التي تشبه لحيتك, فأذكره .
حوار الطرشان
مناديبُ الأطرافِ خرجوا مثلما دخلوا من جلسة الحوار على إثر مبادرة مختار القرية التي أطلقها بلا أبجدية لإصلاح ذات البين, تناثر الخلاف فعاثت الفوضى فساداً, وغرقت القرية.
--------- \\\\ يتبع \\\-------