السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحية وتجلة لكم أيها الأحبة في أفياء واحة الخير ، وتقدير يليق بأقداركم الكريمة وبعد؛
فإني وبعد عقد كامل من العطاء الجاد والتعاطي الصادق الملتزم من خلال ملتقى رابطة الواحة الثقافية اعتمدت فيها مبدأ التناصح الصادق بلا مخاتلة ولا مجاملة ، وبلا تحامل أو تجاهل ، وحرصنا على أن تكون الواحة المدرسة الأدبية الراقية التي تخرج الأجيال بعد الأجيال من الأدباء وتصقل المواهب وترتقي بالأدب شعرا ونثرا وقصة وتحتضن الأقلام الجادة أكانت متمرسة أو ناشئة وتدفع باتجاه تشكيل منهج نقدي واضح ورقي بالحرف وباللغة العربية لغة القرآن والحفاظ عليها من التبعية والتشويه وتأكيد هويتها المتميزة بكل انفتاح واع ومتزن وبكل تأثير وتأثر يحفظ الكيان ويرتقي بالمشهد الأدبي العربي.
وإنني كنت أرسيت مبدأ التناصح الجاد وكنت أحد أهم من يمارسه رغبة في تقديم خدمة وإبراء ذمة وإحياء أمة ، وكنا ولا نزال نرى أن طلب العلم واحترام القول المنصف واتباع الحق على الهوى وتقدير الناصح والامتنان له والصبر على العلم هو منهج كل صادق منصف نبيل ، ولن يكون التقدم يوما بالقول الجزاف ولا التعلم يوما بالإرجاف أو الاستنكاف. وإني كنت أصر على أن أسير هذه الطريق الشائكة في زمن يتبع فيه المادح ويمقت الناصح ويعجب كل ذي رأي برأيه متحملا ما أصابني ويصيبني فيها من طعن ولحن وغبن ، وتطاول الصغار قبل الكبار في أمر كان أجدر بهم أن يشكروه وكان أحرى بهم أن يقدروه.
وإني بهذا الأمر حملت نفسي عبئا ثقيلا دفعت ولا أزال ثمنا كبيرا في سبيله ، ولا أزال ألام حد الانتقام بدل أن أشكر وأقدر وما سألت الناس يوما إلحافا ولا حتى أن أشكر ، بل واحتملت منهم الذم واللوم والإساءات مدركا بأن ما أقدم من نصح هو مما يفيدهم حتى وإن جحدوا ويفيد غيرهم ممن يتابع ويتعلم فكلنا نتعلم من كلنا وما عرفت مخلوقا ولد عالما أو شاعرا. وإني أراني قد وهن العظم مني وهرمت مني العزيمة ، وأنني أبرأت ذمتي لله في قوم يرون ما أريد من خير شرا لهم ويتحزبون علي للطعن في الظهر وفي الصدر وأشهد ربي أنني ما أردت يوما بهم ضرا ولا قصدت لهم إساءة أو سوءا بل الخير ومحض النصح النزيه الصادق والحلم على جورهم والصبر على أذاهم.
وعليه فإني أقدم اعتذارا عاما وصادقا لكل من ساءه مني قول أو فعل ، وأقسم بالله تعالى وأشهده إنني ما تعمدت يوما أن أؤذي أحدا أو أن أسيء إليه ، وما حملت يوما إلا كل الخير للناس وآثرت الجميع على نفسي ، فمن صدق ما أقول وشهد بالحق فله الدعاء والشكر ، ومن جحد وأنكر وطعن واستكبر فحسابنا على عالم الغيب والشهادة في سوم تشخص فيه القلوب والأبصار.
وعليه أيضا فإني أرى أن قد بلغ القوم من لدنئ عذرا ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وأعلن قراري للجميع بعدم تناول أية نصوص بنقد أو توجيه أو تعليق غير ما ينتظر رواد الشابكة من كيل المديح ومساواة الذهب بالصفيح. وإني لأرجو بهذا أن أريح القوم مما يزعجهم وأستريح مما يكلفني من أمري عسرا ومن وقتي دهرا.
وإني إذ أبرأ إلى الله من التقصير فإني لا أغلق باب الخير لمن أراده وسأكون دوما عون من يطلب وسند من يرغب والناصح الأمين لمن يطيق.
تحياتي لكم أجمعين