بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لقمان لابنه: يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر، فلم أر شيئاً أمر من الفقر،
فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كيلا ينتقصوك.
و اسأل الله تعالى من فضله، فمن ذا الذي سأل الله فلم يعطه أو دعاه فلم يجبه أو تضرع إليه فلم يكشف ما به.
ومنهم من قال
: الناس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشمس، وهو عندهم أعذب من الماء وأرفع من السماء وأحلى من الشهد وأزكى من الورد،
خطؤه صواب وسيئاته حسنات وقوله مقبول، يرفع مجلسه ولا يمل حديثه،
والمفلس عند الناس أكذب من لمعان السراب، وأثقل من الرصاص،
لا يسلم عليه إن قدم ولا يسأل عنه إن غاب، إن حضر أردوه، وإن غاب شتموه، وأن غضب صفعوه،
مصافحته تنقض الوضوء، وقراءته تقطع الصلاة.
وقال بعضهم: طلبت الراحة لنفسي فلم أجد لها أروح من ترك ما لا يعنيها، وتوحشت في البرية فلم أر وحشة أقر من قرين السوء،
ونظرت إلى كل ما يذل القوي ويكسره فلم أر شيئاً أذل له ولا أكبر من الفاقة (الفقر ).
وكل مقل حين يغدو لحاجة ... إلى كل ما يلقى من الناس مذنب
وكانت بنو عمي يقولون مرحباً ... فلما رأوني معدماً مات مرحب
وقال آخر:
جروح الليالي ما لهن طبيب ... وعيش الفتى بالفقر ليس يطيب
وحسبك أن المرء في حال فقره ... تحمقه الأقوام وهو لبيب
ومن يغترر بالحادثات وصرفها ... يبت وهو مغلوب الفؤاد سليب
وما ضرني إن قال أخطأت جاهل ... إذا قال كل الناس أنت مصيب
وقال آخر:
الفقر يزري بأقوام ذوي حسب ... وقد يسود بغير السيد المال
وقال آخر:
لعمرك إن المال قد يجعل الفتى ... سنيا وأن الفقر بالمرء قد يزري
وما رفع النفس الدنية كالغنى ... ولا وضع النفس النفيسة كالفقر
وقال آخر:
إذا قل مال المرء لانت قناته ... وهان على الأدنى فكيف الأباعد
وقال ابن الأحنف:
يمشي الفقير وكل شيء ضده ... والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب ... ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة ... خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً ... .....نبحت عليه وكشرت أنيابها
وقال آخر:
فقر الفتى يذهب أنواره ... مثل اصفرار الشمس عند المغيب
والله ما الإنسان في قومه ... إذا بلي بالفقر إلا غريب
وقال آخر:
إن الدراهم في المواطن كلها ... تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة ... وهي السلاح لمن أراد قتالا
وقال آخر:
ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها ... فكلما انقلبت يوماً به انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت ... يوماً عليه بما لا يشتهي وثبوا
وقال بعضهم:
من زعم أنه لا يحب المال فهو كذاب.
وقال الكناني:
أصبحت الدنيا لنا عبرة ... فالحمد لله على ذلكا
قد أجمع الناس على ذمها ... وما أرى منهم لها تاركا
وقال الزمخشري:
وإذا رأيت صعوبة في مطلب ... فاحمل صعوبته على الدينار
وابعثه فيــــما تشتهيه فإنه ... حجر يليــن قرة الأحجــــــــار
قال الثوري رحمه الله تعالى:
لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى لئيم،
وفي هذا المعنى قال الشاعر:
احفظ عرى مالك تحظى به ... ولا تفرط فيه تبقى ذليل
وإن يقولوا باخل بالعطا ... فالبخل خير من سؤال البخيل
واحفظ على نفسك من زلة ... يرى عزيز القوم فيها ذليل
فوا عجبي!!!!!!
والحمد لله رب العالمين وأتم الصلاة والتسليم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين