|
لك لا لغيرك رحلتي وشتاتي |
وحداء قافلتي وبوح دَواتي |
مازلت أطوي الدّرب نحوك لا انتهى |
دربي ولا أدنى المسيرُ رفاتي |
كلّ الّذي قاسيت فيك عشقته |
حتّى مرارة هذه السّنـوات |
وصقيع صحرائي وذئب مخاوفي |
وذهول روحي في ارتقاب الآتي |
أصبحت أكبر من جحيم مخاوفي |
مذ لاح ظلُّك عابرا في ذاتي |
غنّيت باسمك ما مننت أنا الّذي |
أحتاج لاسمك في دروب حياتي |
لمّا وهبتُ الكون عطر قصائدي |
رقصت بكفّي أروع النّجمات |
ورأيت في ركني اتساعات المدى |
وتجلّت الآماد في لحظاتي |
ورأيت سرّ الحرف مدّ جناحه |
فحوى معاني الكون في كلماتي |
أنا شاعر الآتين أحمل باسمهم |
سخط السّنين على جدار الآتي |
فلعلّ سرداباً يضيء فتهتدي |
أقدام من درجوا على الظّلمات |
ودّعت صمت الجرح في استحيائه |
ورميت خلفي قصّة العبرات |
وهزأت بالحسرات يفتك نابها |
بالصّابرين على لظى الحسرات |
الصّانعين جحيمهم بنفوسهم |
والمغرقين اللّيل بالآهات |
قد ملّ هذا اللّيل من شهقاتهم |
فَرَنَا ليلعنَ هذه الشّهقات |
لا روح في الآلام توقد زيتها |
كفّ ترى في الذّات أقدس ذات |
والحزن نار لا يضيء لهيبها |
ما لم يكن متوحّد الجمرات |
أنا لست أنكر لوعةً من عاشق |
لكنْ أدين جناية اللّوعات |
ماذا لو اشتعلت مصابيح الدّجى |
بأصابعٍ ناريّة الكلمات |
تأتي على الأحزان توقظ أمسها |
وتعيد فيه صياغة المأساة |
فلربّما في الصّخر تعلن قطرة |
بدء انهمار الماء بعد موات |
والجمر يصحو في رماد رماده |
والبرق يولد في دجى الظّلمات |