حنانكَ أيها البحرُ
********
أمدُ إليكَ من ولهٍ عروقَ مودتي الأنقى، وأرقبُ لهفة ً عجلى تشد
الروح والأنفاس إلى أعماقك طوعا
حنانك أيها البحرُ
فإن الشوقَ في توقٍ إلى الأحلام والنجوى، وملءُ القلبِ إحساسٌ بأنَّ
حديثنا الأمواج يلاحقُ بعضهُ بعضا
00تحركهُ –على عمدٍ-
رياحُ الحب
والأهواءِ
والأنواء
والتقوى
حنانك أيها البحرُ
حناناً ملءَ أوردتي يحطم صخرةَ الوجلِِ 00لعل البوح ينفطرُ
وينبئك بما تهوى 00
كشئٍ يشبهُ المنَّ
وشيء يشبه السلوى
وشيء لستُ أعلمهُ
تخبئهُ جفونُ اللحظةِ الوسنى
حنانك أيها البحرُ
أجئُ أحملُ الدنيا على كتفي وفي الكفِ أراني أعصرُ القدرَ
لعل َالقلبَ يعترفُ بأن مسافة العمر الذي مرّ بلا مرفا
حنانك أيها البحرُ
رجعت إليك مستنداً على ضعفي
أشد إليّ راحلتي أُقلبُ ما تخبئهُ لعلي ألتقط ثمرا00
لعلي أحتسب رمقا
حنانك أيها البحرُ
فمن أمدٍ تمادى بُعدهُ حتى أراه جاوز الأمدَ
بسطتُ جهل أسئلةٍ عطاشاً تستقي وعيا00
فلم تبخل على قلبي بما يهوى
ولم تعيا
حنانك أيها البحرُ
إذا أسرفت في قولي
أراني ألتمس عُذرا
فكلُ الناس أقمارٌ لأفئدةٍ تُصِّيرُ مدك جزرا
ً
وكلٌ قد أتى يوماً إليك ذائعاً سرا 00
فما وليت منحسراً
وما أغرقتهم عمدا
حنانك أيها البحرُ
لعلي اتخذ سببا به أبلغ إليك الغاية القصوى
هناك أبذرُ الصدقَ
وبعض مواجع الذكرى
وبعض الصمت والشكوى
وبعض الدمع لو تقوى
حنانك أيها البحرُ
لأرجع دفء أوردتي إليك تارةً أُخرى
فهل أحكي؟
وهل تصغي ؟
وهل تشتاقني حقا؟