ولدت الفكرة في دهاليز عقلي جائعة عطشى، تبحث في لهاثٍ عن قطرةٍ
من ماء التشكل أو قطعة خبز من طحين النشوة، ولكن عبثا حاولت ، لم يجديها
نفعاً حماسها ولم تعثر على لباس الجوع والعطش .
في النهاية عادت بدموع جففتها قبل الدخول إلى عقلي لا لأن عقلي لا يحب
الدموع ولكنه امتلأ بدموع الأفكار العائدة في انكسار، غرقت الفكرة في الدمع
وارتجفت برداً00
ياللفكرةِ البائسة؛ عاشت عطشى وماتت غرقى
لكنني أرى على قبرها اليوم فكرة أخرى تجهل معنى الذبول عطشاً والغرق
حزناً ، وأراها تتلمس خيوط النور لتشرق ، ما أجملها صغيرة جميلة حالمة
مشرعةً قلبها للحياة ، أحسبها رائعة وأتمنى لها حظا أوفر ومصيراً أرحم
، وأتمنى لها أن تحيا وتثمر خارج دهاليز عقلي المزدحم بها بغيرها.