رسالة إلى أم الشهيد من نادية بوغرارة ووليد عارف الرشيد
لأم الشهيد تهفو الكلمات وتتطلع لنظرة رضا من عينيها ،
لأم الشهيد أهدى الشاعر وليد عارف الرشيد حروفه ، وأحببت أن أرسل معها بعضا مني ، فكان السجال التالي :
ميزت كل شذرة شعر بلون كاتبها المعتاد بالواحة : الوردي للأخ وليد .
نتمنى أن تنال رضاكم واستحسانكم .
بشراكِ يا أمَّ الشَّهيدْ ..
إنِّي رَأيتُ طُيوفَهُ .. شَهْباءَ في الأفُقِ البَعيدْ
تَرْوي حِكَاياتِ الهِدَايةِ بالضِّياءِ ويقْتَدي بِصَلاتِها .. يَومٌ جَديدْ
إنِّي رَأيتُ فصَدِّقيني .. وَجْهَهُ ميلادَ فَجرٍ مُقْبلٍ..
تَغْشاهُ أجْنِحَةُ الغَمَامِ .. بِثَغرهِ البَسَّام ثمَّ بِشَارةٌ
نَادَى بِهَا لمَّا اسْتَوَى بَيْنَ الشُّروقِ وشَمْسِهِ :
صَبْرًا جُنُودَ اللهِ إنَّ صِيَامَكُمْ .. قَدْ بَاتَ فِي العَشْرِ الأَوَاخرِ .. كَبِّروا
لَا صَوْمَ إلَّا مُنْتَهٍ ... بِصَبَاحِ عِيدْ ...
بشراك يا أمَّ الشهيدْ
إني لَمَحْتُ بوَجْههِ أنوارَ شوقٍ لنْ تَغيبْ
في رَسْمِها رَغم الدِّماءِ
بشائرُ الفرَح القريبْ
يا سَعْدَهُ لمَّا ارْتقى في مَوْكِبِ الأبْرارِ
يهفو للْحبيبْ
بُشْراكِ يا أُمَّ الشّهيدِ
لقد سَرَتْ روحُ الوليدِ ،،، كَأنها أنْسامُ طيبْ .
بُشْراكِ يا أمَّ الشَّهيدِ .. تَصَبَّري
قَسَمًا بِمَن نَخبَ الشَّهَادةَ واصْطَفى مِنَّا الِّدمَاءْ
قَسَمًا بِمَن عَجنَ التُّرابَ بدَمعَتَيْكِ فَأزْهرَتْ أحْلامُنا وتَجمَّعَتْ بسَمائِنا سُحُبُ الفِداءْ
قَسَمًا سَيولَدُ فَوقَ أشْلاءِ الضَّحَايا في الضُّحَى .. أمَلٌ بَهيٌّ بَاسِمٌ
وسَتنْجَلي أوْهَامُ مَنْ ظَنُّوا بِأنَّ القُبْحَ يغْتالُ البَهَاءْ
بُشْراكِ لا تَسْتَعْجِلي
فَغدًا قَريبًا مُنْصِفًا .. يدْنُو .. هَنيئًا أمَّنَا ..
قدْ صَارَ يا عَيْنَ الطَّهَارةِ شِبْلُكِ الحَيُّ الشَّهيدُ..
لَمِنْ عُيُونِ الأصْفِياءْ ..
بُشْراكِ .. يا نَهرَ الدُّموعْ
بُشراكِ يا أمَّ الشَّهيدِ تَبَسّمي
فالُّصبحُ مِنْ حزْنِ الحَرائر قدْ دَنا
يَسْقي الشَّهيدُ بِروحِهِ نَبْتَ الكرامَةِ ،، كَيْ يَطيبَ لكِ الجَنى
يا أمُّ لا تَأسَيْ عليْهِ
أما رَأَيْتِ النّور في وَجناتِه
والسَّعْدُ يَرْقُصُ بيْنَ عيْنَيْهِ ابْتِهاجا ، والهنا ؟؟
بُشْراكِ يا أمَّ الشَّهيدِ
تَحَلَّقتْ حورُ الجِنان فَزَغْرِدي،
زفِّي حَبيبَك للخُلود وَرَدِّدي
أمُّ العَريس أنا ... أنا
فالْيَوْمَ في نَهْجِ الكَرَامَةِ لا رُجُوعَ ولا خُضُوعْ
الآنَ في صَبْرِ الثَّكَالى حَصْحَصَ الحَقُّ المُبِينُ
وأيْنعَ الإقْدامُ في وطَنِ البَسَالةِ أنْجُمًا ..
فَتوقَّدَتْ مِنَّا الدَّمَاءُ .. وأشْعَلتْ فينَا الشُّمُوعْ
لَا تَقْنَطِي بِضِيَافةِ الرَّحْمنِ ذَاكَ النَّسْرُ وَإنَّهُ ..
حَاشَاهُ يَخَذلُ مَن أبَى .. إلَّا لهُ ... فَرْضَ الرُّكُوعْ
بشراك يا أمَّ الشَّهيدِ
لَقَدْ لبِسْنا مِنْ دُموعِ الصَّبْرِ في عيْنَيْكِ أبْرادَ الثَّباتْ .
فالصَّفُّ باتَ كأنَّما جَيْشٌ تجَهَّزَ للصَّلاةْ ،
ودمُ الشَّهيدِ يَؤُمُّهُ ،ويَبُثُّ في أوْصالِهِ
عَزْمًا تَيَقَّظَ مِنْ سُباتْ .
بُشْراكِ يا أمَّ الشَّهيدِ لقَدْ قَضى إِخْوانُنا
وتَسابَقوا صَوْبَ الفِدا ،
مِنْ أجْلِ أنْ يَهَبوا الحَياةْ
رابط موضوع شذرات من شعر
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=59375