غرقت فيها مرافئى وجرفها سيل لا نهاية له.. تآكلت تلك الصخور وصارت النتوءات أخاديداً .. وهدمت أسواراً كنت اتحصن بها وترسو عليها شتات القوارب الشاردة .. صرت جزيرة فى عرض محيط بلا شواطىء بادية .. ولم تكتفى ..
ظننتها ستشذب أشجارى النابتة بعشوائية الوحيد فى جنتى الصغيرة .. وتقلم أشجار الموز الشقراء الآتية من بلاد لا أعرفها .. ظننتها ستحمل بيديها الصغيرتين قطرات العشق لتروى بها قرنفلاتى الحمراء الذابلة .. ظننتها ..
عشت أتجرع ظمأى .. ألهج خلف قطراتها .. وأروى لنفسى حكايا الأمل فى ليالى الوحدة المديدة .. تحبنى .. لا تحبنى .. أرددهما فى نفسى كدقات ساعة بليدة .. وأنثر معهما أوراق زهورى جميعاً كصبى فى مراهقته الأولى .. كم ظننت ..
لامست وجهى بأنامل باردة كليل كانون .. ومرت بهم على جبينى كأنها تفقدنى ذاكرتى .. وقد كان ..