جماجم , أعين جاحظة , عظام متناثرة ..
أمشي متخبط على تلك الجثث الملقاة ..
اقتربي , اقتربي مني أيتها الهياكل ,دعيني أطوِّق خاصرتك وأرقص معك على إيقاعات القنابل , فالسماء تمطر دما , والشرُّ زمجر معلنا التمرد ,والجراح تنزفُ في كؤوس الصبر
هاهم أشباح الليل يُوفضون إلى المقر حيث القبو بمقبرة الجحيم الذي يكتظُّ بالعمالقة وأصحاب الجيوب ,روائح النبيذ تحتضنُ جزيئات الهواء ,وجواسيس البادية غرَّتهم الدنانير البرَّاقة فغدوا كالكلاب الوضيعة يُزمِّلُها ذوو القبعات السوداء بالذهب طورا ويخنقونها بالسلاسل طورا .
وفي قاعة المزاد تجمَّع مصَّاصوا الدماء لشراء قنينات زجاجية باهظة الثمن رغم النزر اليسير الذي بها من اللون الأحمر الداكن بما أنها لصفوة الخلق ..!
وقنينات أخرى امتلأت بالدماء تُباع رخيصة لأنها تُراق هدرا يامسلمين ..!
تمعَّر وجهي وفي قلبي شنف , لاأعلم كيف وقعت خطاي في ربقة دنسهم حينما قادتني لهذا المكان القذر !!
أكملتُ سيري بين دهاليز القبو النتن حتى استوقفني منظر طفل يجرُّ رداء أبيه ودموع التماسيح تترقرق من مقلتيه وهو يقول : متى أعود لوطني لأبني معكم هيكل سليمان ؟!
هممتُ بالنطق فإذْ بي أُقسِر كلماتي على الهبوط من حنجرتي .
ياالله ...
أيها المواطن اليهودي ..
شردوك وقتلوك , فالقدس موطنك وأجدادك ونحن نأسف على حالكم .
أيها الفلسطيني المحتل ..
ارحل , ودع أشجار الزيتون [خاصّتهم] .
بقلم / براءة الجودي