بالفعل كان الأسد " ناب الغاب" اسم على مسمى فهو كان نابا على كل من يحاول اعتراض طريقنا واذكر ذات مرة كان بعيدا عني بعض الشيء وكنت على طرف البحيرة التي بجانب الغابة فإذا بمجموعة من الكلاب البرية المتوحشة تحاصرني من ثلاث جهات وأما الجهة الرابعة فهي الماء
المهم سللت خجري ووقفت في مواجهة الكلاب الأربعة، وكنت على يقين انني لو رميت نفسي في الماء سأموت لاني لا اعرف السباحة والكلاب البرية ماهرة في السباحة جدا
المهم أخذت وضع الإستعداد وحينها قفز علي أحد الكلاب المتوحشة وأصابني بجرح في كتفي لا تزال أثار ندباته واضحة
أحسست ان سما يسري في يدي اليسرى إلا أنني تمالكت نفسي وطعنت الكلب في ظهره وهنا هجم علي الكلب الثاني وفجأة ظهر "ناب الغاب" مزمجرا عن نابه بعد أن قفز في الهواء وصد هجوم الكلب الثاني عني
ووقف حائلا بين باقي الكلاب وبيني
وهجمت عليه الكلاب إلا أنه كان بارعا واصيب يومها بجروح كما كان جرحي غائرا
وقضى على الكلاب كلها ثم أغمي علي ولم أفق إلا على وأنا على سرير في مستشفى ورأيت وجه فتاة حسناء تلبس ملابس الممرضات وخاطبتي بصوت كله حنان :" حمد الله على السلامة ، لقد كان أسدك جسورا شجاعا"
أعتدلت في صعوبة وكانت بعض المحاليل في يدي وقلت لها "شكرا لك يا آنسة لكن أين "ناب الغاب " ؟" قالت :" لا تقلق هو في أمان و تحت العلاج الآن،ولقد وجدك مجموعة من السياح فأسرعوا بإبلاغنا "
ثم قالت بعد أن ابتسمت ابتسامة حانية :"أما الآن فعلى فارسنا الشجاع أن ينام ثم ناولتني حبة مسكن للآلام ولم أكن استطيع أن اشرب لوحدي فسقتني الآنسة حنان _وكان ذلك هو اسمها _ الماء بيديها
بدأت أتعافي وبصراحة لم أكن اود ان اخرج من المشفى لأظل بالقرب من حنان التي وبكل صدق ملكت مشاعري، وبعد ثلاثة ايام جاء الدكتور وبصحبته "ناب الغاب " الذي بدا قويا رغم شحوبه وما إن رأني حتى أقبل علي حاضنا إياي "
ثم قال الدكتور:"يسعدني أن أخبرك أن بإمكانك المغادرة الآن"
ثم قال مخاطبا الآنسة حنان :" آنسة حنان هل يمكنك أن تساعدني في ترتيب حوائجه؟" هزت رأسها للموافقة ثم أخذت ترتب حوائجي في سرعة ونظام
وقبل أن أغادر قلت لها :"آنستي الجميلة " وهنا تضرج وجهها خجلا غير أني أكملت "هل يمكن لك أن تسمحي لمغامر متهور مثلي أن يظل بجانبك طول حياته كزوج ؟" نظرت حنان إلي ولكنها لم تتكلم ثم استدارت في سرعة وخرجت مهرولة من الباب
أحسست عندها أني قد أكون أخطأت لكني حملت بعض حوائجي بيدي السليمة وتبعني "ناب الغاب " وحمدت الله أن أدارة المستشفى قد عممت على جميع الأقسام أن المشفى سيكون به أسد اليف ودعت المرضى وأهاليهم لعدم الخوف بل إن مجموعة من الأطفال أقبلوا على ناب الغاب ليلاعبوه وهو مغتبط مسرور بهذا الإهتمام
ولنا إكمال إن شاء الله تعالى