في شهر رمضان الماضي أخذ مني الموت وليدي (بدر) وهو بالكاد أتم شهره الأول . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
الله أعطى والله أخذ وله ما أعطى وما أخد.
غروب الصباح
بُنَي هللْـــت ربيــع الفــــــؤادِ // محيا صباح ببشرٍ تنــــــــــــادي
كغيث نزلتَ بـــأرض فـــــلاةٍ // سقيتَ الحروف بعذب المــــداد
كبدر التمـــام نثرتَ الضــياء // على صفحاتٍ بلون الســــــــواد
وصوت إذا ما بكيْت سمعــتُ // لحون الحياة وشدو الشـــــوادي
رأيت صِباك صباي تجـــــــددْ // وإن شاخ عمري فأنتَ عمــادي
أنرنا العيون بشمع الـــــوداد // وقلبا فرشناه زيْن المهـــــــــاد
فمالي أراك لبستَ الممــــات // بياضا مشعا بريح البعـــــــــــاد
هجرت الحياة وبعدك فــــجرا // كويْت القلوب بلفح الحـــــــــداد
مررت بدنيا مرور الكـــــــرام // وطيفك باق كوشم الخلـــــــــود
يقولون صبرا جميلا عســاه // يعين على طعم مر العــــــــوادي
فكل الشداد تداوى بصــبــــرٍ // وليت المنايا ككل الشــــــــــــداد
وإني أقول سلوْتُ المصــابَ // وزال الحريق وطول السهـــــــاد
فلما يَشِعُ سناك بِلـيــــــــــــل // يطول المساء بجمر اتقــــــــادي
كما النار تخبو لحين فتوقِـــــــــــــــــدها الريح من تحت الرمـــــــــاد
لنا الله أم الوليد ومــــــن ذا // سواه يداوي عليل الفــــــــــــؤاد
إلهي رضيتُ بحكم القضــاء // وأسْلمتُ أمري لرب العبـــــــــاد
أعوذ بوجهك من سوء قولي // وأرجوك ربي سبيل الرشــــــــاد